وهي ثَلاثةُ أَجنْاسٍ: ثُلاثيٌّ، ورُباعيٌّ، وخُماسيٌّ. فلم يُقْصَرْ باسم عن الثُّلاثِيِّ، لأَنَّه لابُدَّ من حَرفٍ يُبتَدأُ به، وحرفٍ يُوقَفُ عليه، وحرف يُفَرَّقُ به بَينَ الابتِداءِ والوَقفِ. والحَرْفُ المتوسِّطُ يُقالُ لهُ: الحَشْوُ. ولم يَبْلُغ السُّداسِيّ باسْم، لأنّهُ حَدٌّ اسْمَيْنِ. والفعلُ محَطْوطٌ عن الأَسْماءِ درجةً، ونهايَتُهُ في التَأسِيسِ الرُّباعيُّ، إلا ما زيدَ حرفٌ فيه، وذلك لِما مازَجَ الفِعْلَ من الثَّقَلِ الذَّي هو مَخْصوٌص بِهِ.
وأَبْنِيةُ الأَسماءِ على كَثْرَتِها أَولاها بالابْتِدَاءِ ما كانَ بَفتْحِ الفاءِ وتَسْكينِ العَيْنِ مِنْها، لأَنَّه أَخَفُّها.
وهذا البِناءُ يَقَعُ لواحد فُعول من الأَسماءِ، ولهُ البابُ، وواحدِ فِعالٍ من النَّعوتِ، وإنَّما البابُ لفَعِيلٍ، ولِجَمْعِ فَعْلةٍ منَ النَّباتِ والشَّجَرِ وما انْشَعَبَ مِنُهما، ولمصدَر ما كانَ مفتوحَ العَيْنَ من الأَفعالِ في الماضي. فهذا جُمهْورُ هذا البِناء وأصْلُهُ، وفُروعُهُ كَثيرةٌ.