والأمرُ من هذا الباب بكسر الألفِ. وأما الفرّاء فإنه يقول: إنما كسرتْ وكان ينبغي على قياس نظائرها أن تفتحَ فرقاً بين الأمرِ والخبرِ. قال غيرُه: كُسرت الألفُ لأنها لينةٌ، ألفُ وصلِ، ومن حقٍّ الألفِ إذا كانت كذلك أن تكسرَ. وكلُّ ذلك على هذا إلا في موضعين: مع اللام، وفي الأمرِ من المضمومِ المستقبلِ. وإنما فتحتْ مع اللام لأنّ هذه الألف لها حالان، حالُ اقترانٍ وحالُ انفرادٍ. فأحبُّوا أن يفرِّقوا بين حالتَيْها بالفتح والكسر. وأمّا انضمامُها في المضموم، فلأنّ الضمة شديدةٌ بعد الكسرةِ، فاتبعوا الألفَ أقربَ الحركاتِ إليهم فافهمْ.
٢٩٣ باب فَعِل يَفْعَل (بكسر العين من الماضي وفَتْحها من المستقبل)
(ب) يقال: تربِتْ يداك، أي: افتقرتْ، وترب جبينه: إذا اغبرّ. وهو التَّعبُ. والتَّغبُ: الهلاكُ.
ويقال: جنبَ البعيرُ: إذا ضلَعَ من جنبهِ.
وجنب: إذا لصقتِ رئتُه بجنبهِ من العطشِ، قال ذو الرُّمة: كأنهُ مُسْتَبانُ الشَّكِّ أو جَنِبُ وحدب عليه، أي: عطفَ. ويقال: حربَ: إذا اشتدَّ غضبه وحسبتُه صالحاً حسباناً. وحصب جلده، من الحصبة.