البابُ الأوّلُ إلحاقاً به ليَطرد القياسُ ويكونَ والحكمُ فيهما واحداً. ومفعولُ هذا البابِ يُخالِفُ الأوَّلَ في أنّه يجيءُ بالتَّمامِ والنُّقصانِ، والأوَّلُ لا يكونُ فيه التمامُ إلا في حَرْفَيْن، قالوا: مِسْكٌ مَدْوُوف، وثَوْبٌ مَصْوُون. وهو كقولك: بُرٌّ مَكيلٌ ومكيول، وثَوْبٌ مَخيطٌ ومَخْيوط، وقال الشّاعر في التَّمامِ:
قد كانَ قومُك يَحْسَبونَكَ سَيِّداً ... وإخالُ أنَّكَ سَيِّدٌ مَعْيونُ
وقال آخر في النقصان:
جاءوا بِعَيْرٍ لم تكن يَمنيَّةً ... ولا حِنْطَةَ الشّامِ الْمَزيتَ خَميرُها
أي: المخلوطُ بالزَّيتِ. واختلفوا في ياءِ مَخيط، فقال بعضُهم: إنها الياءُ الأصْليَّةُ، والَّذي حُذِفَ واوُ مَفْعول ليفرقَ الواويّ من اليائي. وقال آخرون: إنَّها واوُ مفعول قُلبتْ ياءً، والذي حُذِفَِ الياءُ الأصْليةُ، وهذا هو القولُ؛ لأنَّ الواوَ مزيدةٌ للبناء فلا ينبغي لها أَنْ تحُذَفَ، والأصْليّ أحَقُّ بالحذْفِ لاجتماعِ ساكنيْن، أو علّةٍ تُوجِبُ أنْ يُحذَفَ حَرْفٌ.
فَعِل يفْعَل
٦٤١ بابُ فَعِل يفْعَلُ بكَسرِ العين من الماضي وفتحِها مِن المستقبل من الواو