فَغُضَّ الطَّرْفَ إنَّكَ من نُمَيْرٍ ... فَلا كَعْباً بَلَغْتَ ولا كِلاباً
وفي الأمر إذا أدْغِمَ ثلاثُ لغاتٍ: الفتحُ والضَّمُّ والكَسْرُ، إذا كان الفعلُ على يَفْعُل مضمومَ العيْن، والفتحُ أكثرُ. فمنْ فَتَح فَلِخِفَّةِ الفتْحةِ، لأنَّ اللامَ كانت ساكنةً، فلمّا سَكَنَ ما قَبْلها رُدَّتْ إلى الفتحةِ لئلا يَجْتمعَ ساكنان. ومَنْ ضَمَّ فعلى إتْباعِ اللامِ ضمةَ الحرفِ قَبْلَها، والعربُ تُتبعُ الشَّيْءَ كثيراً، قال الله عَزَّ وَجلَّ:: (قُلِ انْظُروا ماذا في السَّمواتِ والأرضِ (فتُضَمُّ اللامُ وتُكْسَرُ، فَمَنْ ضَمَّ فعلى إتْباعِ اللامِ الضمَةَ الَّتي قبلها ومَنْ كَسَر فعلى أنَّ السّاكِنَ إذا حُرِّكَ كان مرجعه إلى الكسرِ. فهذه اللُّغاتُ الثَّلاثُ يَصْلُحْنَ في كُلِّ مضمومِ العيْنِ. وأمّا المكسورُ العين والمفتوح فلهما حكمٌ سيأتي فيما بعد إنْ شاء الله.
والْمُستقبلُ: يَرُدُّ، وهو في الأصل يَرْدُدُ، إلا أنَّه لَمّا أُدْغِمَتِ الدّالُ الأولى مُسْكَنةً نُقِلتْ حركتُها إلى الرّاء قبلها، فَحُرِّكَتْ بها. وكذلك الْمُسْتَقْبَلاتُ كُلُّها، إلا في يَفْعَلْنَ فإنَّ الإدغامَ لا يجوزُ فيها لسكونِ اللامِ منها. [وإنما سَكَنَتِ اللامُ منها لكثْرةِ الحركاتِ] . وأمّا قولُكَ مردودٌ فإنَّه لا يُدغَمُ مع حركةِ اللامِ، لَمّا حال بين الحرفيْن المتجانِسيْن من الواو. وكذلك الحكْمُ في رِداد، ورَديد، ورَدود، وَرَدْرَد، وَرَدْراد، [ونحو ذلك] .