للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في العَدو رَمَلاناً. وهذا البناءُ في كلِّ الأبوابِ لا يجيء إلا على هذا المعنى إلا الشاذّ، مثل قولك: شَئِنْتُه شَنَاناً. ويجيءُ على فِعْلان، وهو قليل في هذا، نحو: كَتَم كِتْماناً. وفُعلانٌ جِدُّ قليلٍ، نحو: بَطَل بُطلاناً. وهو من أبنية جَمْعِ ما كان على فَعيل، كقولك: جَريبٌ وجُربان، وقَريبٌ وقُربان، وبَعيدٌ وبُعدان؛ يقال: فلانٌ من قربان الأمير ومن بُعدانه. وكذلك فِعْلانٌ من بناءِ جَمْع ما كان على فُعال وفُعَل، كقولك: غُرابٌ وغِرْبان، وصُرَدٌ وصِردان.

وهو مع ذلك في المصادر ليس بقليل كلَّ القِلَّة كالأوَّل. وقد جاءَ إلى فعيلٍ، وهو نَزرٌ جدّاً، وهو من مصادر فَعَل يفْعِل. وهو من قولك: خبَّ الفرسُ خَبيباً، وذَمَل البعيرُ ذَميلاً. وفعاليةٌ قليلةٌ، كقولك: عَلَن الشَّيءُ علانيةً، قال الفرّاءُ: هذه الياء لا تلحقُ من المصادر إلا ما كان ثالثُه ألفاً، مع فتح أوَّله. ولحاقِ الهاء في آخره.

وقد جاءَ على فَعالة وليس من بنائه، وهو من بناءٍ الطَّبائع، مثل قولك: طَهَرَ طَهارَة، وشَطَر شَطارة.

وإنَّما يَسهُل في هذين وأشباههما لأنَّه يُقال في طَهَر طَهُر، وكذلك الآخر هو مُلْحَق به في البناءِ، لأنَّ معناه يكادُ يوجِّهُهُ إلى الضَّمِّ.

ويجيءُ على فَعال وهو مَمْدود ما كان منه على فَعَل مثل: طَلَبٍ وجَلَبٍ، وذلك قولك كسَدَ فَساداً، وفَسَد فَساداً. وعلى فِعال، نحو: كَتَب كِتاباً. وهذا لا يخلو من أأَن يكون ما يدخله من زيادة المَدِّ من جنس حركة أَولَّه كما كان ذلك في فعَلٍ وفُعُلٍ إلا أَنَّهم رَدّوه إلى الألف كراهيةً لالتقاء كَسرتيْن وياءٍ. وهذا على قياس قولك: نِعْمة وِنعَم، وكانوا أَلزَموا

<<  <  ج: ص:  >  >>