للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمُشاكَهَةُ: الموافَقَةُ، يُقال في المثل: "شاكِهْ أبا فُلانٍ"، أي: قارِبْ في المَدْحِ.

والمُفاكَهةُ: المُمازَحةُ: يقال: "لا تُفاكِهنَّ أمَهْ، ولا تَبُلْ على أكَمَهْ".

الأمرُ من هذا البابِ فاعِلْ بغير ألفٍ لتَحرُّكِ الحرفِ الثّاني في يُفاعِلُ. وإنما تَحرَّك لمُجاوَرَتِه ألفاً ليِّنةً، والألفُ اللَّيِّنةُ لا تكونُ إلا ساكِنَةً.

ومصدَرُ هذا البابِ على مُفاعَلَة وفِعال. وأهلُ اليَمن يقولون: فِيعالاً. وقالَ الفرّاءُ: هو أقْيَسُ من قولِ العامَّةِ، لأنَّهم أرادوا أن تَثْبُتَ الألفُ في المصدرِ كما ثَبَتَتْ في فاعَلَ وتَفاعلَ. غيْرَ أنَّهُمْ صيَّروها ياءً لكسرةِ ما قَبْلَها. والذين ألقَوْا اكْتفوا بالكسرةِ الَّتي تَلزمُ أوَّلَ الفِعْلِ من الياءِ. وأصْلُ المصدرِ من هذيْن المثاليْن فِعال، تَعْرِفُ ذلك باسْتواءِ حُروفِ فاعَلَ وفَعَّلَ وأفْعَلَ في العِدَّة والبناءِ واسْتواءِ حروفِ الإفعال والفِعّال، والفِعال إذا رُدَّتْ إليه الياءُ التي حُذِفَت مِنْه. والهاءُ الَّتي في مُفاعلة عِوضٌ من الساقِطِ، وهو ألفُ المصْدَرِ.

وهذا البابُ تأسيسُه على أنْ يكونَ بينَ اثْنَيْن فصاعداً، يَفْعلُ أحدُهما بصاحِبه ما يَفْعَلُه هوَ بِه، ثم يَتَفرَّعُ منه فروعٌ، والأصلُ ما قَدَّمنا. فمِنْها ما يَأتي بمعنى فَعَلَ، كقولِكَ: دَفَع ودافَع.

<<  <  ج: ص:  >  >>