للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتَنَزَّهَ في الرِّياضِ، وأصْلُ ذلك من البُعدِ.

والأمْ ُمن هذا البابِ تَنزَّه بغيرِ ألفٍ لِتَحرُّكِ الحَرْفِ الَّذي يلي الزَّائدةَ. والمصدرُ مِنْهُ بِضمِ العْينِ مُخالفَةً به بناءَ الماضي.

وانفتحتِ الزَّائدةُ في المضارع، وكان من حظِّها الانْضِمامُ، لمِجَاِورتِها الحركةَ لئلا يُشْبِهِ الباطنَ ويَلْتبس بِه. ألا ترى أنّه لا فَرْقَ فيما بَيْنَهما في صورةِ البِناءِ إلا فتحُ الزَّائدِةِ وضَمُّها. وكذلك ما كانَتِ العينُ منه مفتوحةً، مِثْلَ يَتَفَاعلُ ويَتَفَعْللُ وأشباهِ ذلك.

وهذا البابُ على وجوهٍ: منها ما يكونُ بمعنى أخْذِ الشَّيءِ بعد الشَّيءِ في المهلة كالتَّفهُّم والتَّحَسِّي. [والتَّمَزُّزِ] .

ومنها ما يكونُ على معنى التَّشبُّه بالشَّيءِ، أو على معنى الْتِماسِه، كالتَّحَلُّم، قال حاتمُ:

تَحَلَّمْ عن الأذْنيْنَ واسْتَبْق وُدَّهُمْ ... ولَنْ تَستطيعَ الحِلْمَ حتَى تَحَلَّما

يقول: لا تَستطيعُ أن تَحْلُمَ عن طيبِ نفسٍ حتّى تتَكلَّفَ ذلك وتَحْمِل نفْسَك عليه وتَلْتَمِسَه. بجُهْدِك، قال رؤبة:

وقَيْسَ عَيْلانَ ومَنْ تَقيَّسا

يَقول: وقَيْسَ عَيْلانَ ومن تَشبَّه بهم وتَمَسَّك منهم بسببٍ، إما بحِلْفٍ، أو جِوارٍ، أو ولاءٍ.

ومنها ما يكون مُطاوعاً للتَّفْعيل كالتَّحرُّكِ والتَّحَوُّل.

ومنها ما يكون على الطَّريقِ المستقيمِ كالتَّكلُّمِ والتَّشبُّثِ

<<  <  ج: ص:  >  >>