عليه السلام، بغوطة دمشق، بقرية يقال لها: برزة. قال الحافظ: كذا فى هذه الرواية، والصحيح أنه ولد بكوثا من إقليم بابل بالعراق، وإنما نسب إليه هذا المقام؛ لأنه صلى فيه، إذ جاء معينًا للوط، عليه السلام. وفى التاريخ أن آزر كان من أهل حران، وأن أم إبراهيم اسمها نونا، وقيل: أينونا، وأن نمرود حبسه سنين، ثم ألقاه فى النار، وأنه كان يدعى أبا الضيفان.
وعن عكرمة أنه كان يكنى أبا الضيفان، وأن تجارة إبراهيم كانت فى البز، وأن النار لم تنل منه إلا وثاقه لتنطلق يداه. قال الله تبارك وتعالى:{يَا نَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}[الأنبياء: ٦٩] ، وأن النار بردت فى ذلك الوقت على أهل المشرق والمغرب، فلم ينضج بها زراع، وأن جبريل، عليه السلام، مر به حين ألقى فى الهواء، فقال: يا إبراهيم، ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا.
وفيه عن على بن أبى طالب، رضى الله عنه، أن البغال كانت تتناسل، وكانت أسرع الدواب فى نقل الحطب لنار إبراهيم، فدعا عليها، فقطع الله نسلها. وعن الحسن البصرى:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}[البقرة: ١٢٤] ، قال: ابتلاه بالكوكب، فوجده صابرًا، ثم ابتلاه بالقمر، فوجده صابرًا، ثم ابتلاه بالشمس، فوجده صابرًا، ثم ابتلاه بالنار، فوجده صابرًا، ثم ابتلاه بذبح ابنه، فوجده صابرًا.
وعن مجاهد أن إبراهيم وإسماعيل حجا ماشيين. وعنه فى قول الله تعالى:{ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ}[الذاريات: ٢٤] ، إكرامهم أنه خدمه بنفسه. وفى حديث مرفوع: أنه كان من أغير الناس.
وعن كعب الأحبار، وآخرين، أن سبب وفاة إبراهيم، عليه السلام، أنه أتاه ملك فى صورة شيخ كبير فضيفه، فكان يأكل ويسيل طعامه ولعابه على لحيته وصدره، فقال له إبراهيم: يا عبد الله، ما هذا؟ قال: بلغت الكبر الذى يكون صاحبه هكذا، قال: وكم أتى عليك؟ قال: مائتا سنة، ولإبراهيم يومئذ مائتا سنة، فكره الحياة لئلا يصير إلى هذه الحال، فمات بلا مرض. وعن أبى السكن الهجرى، قال: توفى إبراهيم، وداود، وسليمان، عليهم السلام، فجأة، وكذلك الصالحون، وهو تخفيف على المؤمن. قلت: هو تخفيف ورحمة فى حق المراقبين، وبالله التوفيق.
وفى التاريخ أيضًا فى ترجمة هاجر، قال: هاجر، ويقال: آجر، بالمد، القبطية، ويقال: الجرهمية، أم إسماعيل،