للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كانت للجبار الذى كان يسكن عين الجر بقرب بعلبك، فوهبها لسارة، فوهبتها لإبراهيم، وأنها توفيت ولابنها إسماعيل عشرون سنة، ولها تسعون سنة، فدفنها إسماعيل فى الحجر. وفى ترجمة سارة امرأة إبراهيم، أنها إم إسحاق، وأنها كانت من أحسن نساء العالمين، وأنها توفيت ولها مائة وسبع وعشرون سنة، فتزوج إبراهيم امرأة من الكنعانيين يقال لها: قنطوراء. وفى الحديث: “الترك بنو قنطوراء” (١) ، وكان إسماعيل أكبر ولد إبراهيم، عليهم الصلاة والسلام.

٣٣ - إبراهيم بن أبى القاسم محمد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

مذكور فى المهذب فى التعزية، أمه مارية القبطية، ولدته فى ذى الحجة سنة ثمان من الهجرة، وتوفى سنة عشر. ثبت فى صحيح البخارى أنه توفى وله سبعة عشر أو ثمانية عشر شهرًا، هكذا ثبت على الشك. قال الواقدى، وغيره: توفى يوم الثلاثاء لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر. وثبت فى البخارى أيضًا من رواية البراء بن عازب، أنه لما توفى إبراهيم، قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “إن له مرضعًا فى الجنة” (٢) ، ضبطناه بالوجهين، أشهرهما بضم الميم وكسر الضاد، والثانى بفتحهما.

وسر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بولادته كثيرًا، وكانت قابلته سلمى مولاة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - امرأة أبى رافع، فبشر أبو رافع به النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فوهبه عبدًا، وحلق شعره يوم سابعه. قال الزبير ابن بكار: وتصدق بزنة شعره فضة، ودفنه، وسماه، ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة لترضعين. قال الزبير: تنافست الأنصار فيمن يرضعه، وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وفى صحيح البخارى، عن أنس، قال: دخلنا مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على أبى سيف لقين، وكان ظئرًا لإبراهيم، أى زوج مرضعته، فأخذ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إبراهيم فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ فقال: “يا ابن عوف، إنها رحمة الله”، ثم اتبعها بأخرى، فقال: “إن العين


(١) أخرجه الطبرانى فى الكبير (١٠/١٨١، رقم ١٠٣٨٩) ، وفى الأوسط (٦/٧، رقم ٥٦٣٤) . قال الهيثمى (٧/٣١٢) : فيه عثمان بن يحيى القرقسانى، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(٢) حديث البراء: أخرجه الطيالسى (ص ٩٩، رقم ٧٢٩) ، والبخارى (١/٤٦٥، رقم ١٣١٦) ، وابن حبان (١٥/٤٠٠، رقم ٦٩٤٩) ، والحاكم (٤/٤١، رقم ٦٨٢٠) . وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (٣/٥٤، رقم ١٢٠٥٣) ، وأحمد (٤/٣٠٠، رقم ١٨٦٨٦) جميعًا أن النبى (قاله لما توفى ولده إبراهيم. حديث عبد الله بن أبى أوفى: أخرجه ابن عساكر (٣/١٤٣) بنحوه..

<<  <  ج: ص:  >  >>