حجازية، وجمعها كلم تذكر وتؤنث، يقال: هو الكلما، وهي الكلمة تميمية، وجمعها كلم، ولم يقولوا كلما على اطراد فعل في جمع فعلة.
وأما ابن جني فقال: بنو تميم يقولون كلمة، وكلم ككسرة وكسر، وتكلم الرجل تكلما وتكلاما وكلمه كلاما وكالمه ناطقه، ورجل تكلام وتكلامة وتكلامة وكلماني جيد الكلام فصيح. وقال ثعلب: رجل كلماني كثير الكلام فعبر عنه بالكثرة. قال: والأنثى كلمانية، والكلم الجرح، والجمع كلوم وكلام، وكلمه يكلمه كلما، وكلمه كلما جرحه، ورجل مكلوم وكليم والجمع كلمى.
وقال الجوهري: الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير، والكلم لا يكون أقل من ثلاث كلمات؛ لأنه جمع كلمة مثل نبق ونبقة، ولهذا قال سيبويه: هذا باب علم ما الكلم من العربية، ولم يقل ما الكلام لأنه أراد نفس ثلاثة أشياء: الاسم والفعل والحرف، فجاء بما لا يكون إلا جمعا وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة، قال: وتميم تقول هي كلمة بكسر الكاف. وحكى الفراء فيها ثلاث لغات كلمة وكلمة وكلمة مثل كبد وكبد وكبد، وورق وورق وورق، يقال: كلمته تكليما وكلاما مثل كذبته تكذيبا وكذابا، وتكلمت كلمة وتكلمته وكالمته جاوبته، والكلماني المنطيق.
وفي الحديث: “الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس” معناه: الكلام الذي جرت به عادتهم في مخاطبتهم ونحوه، وأما كلامهم بالتسبيح والدعاء والثناء على الله سبحانه وتعالى فمطلوب فيها. وفي الحديث: “واستحللتم فروجهن بكلمة الله تعالى” مذكور في كتاب النكاح من المهذب. قال الهروي رحمه الله تعالى في هذا الحديث: يعني بكلمة الله، والله تعالى أعلم.
قوله تعالى:{فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}(البقرة: من الآية٢٢٩) وقال الإمام أبو سليمان الخطابي: قيل فيه وجوه أحسنها: المراد به قوله تعالى {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} وقال غيرهما: هي قوله سبحانه وتعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}(النساء: من الآية٣) هذا هو الصحيح. وقيل: المراد كلمة التوحيد إذ لا تحل مسلمة لكافر. قولهم: علم الكلام والمتكلمون: المراد بالكلام أصول الدين، وبالمتكلمين أصحاب هذا العلم. قال السمعاني في الأنساب في ترجمة المتكلم: إنما قيل لهذا النوع من العلم الكلام لأن أول خلاف وقع في كلام الله تعالى أمخلوق هو أم لا فتكلم الناس فيه، فسمي هذا العلم علم الكلام، وإن كان جميع العلوم