للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان يزعم أن له رئيا من الجن وتابعا يلقي إليه الأخبار، ومنهم من كان يدعي أنه يستدرك الأمور بفهم أعطيه، وكان منهم من يسمى عرافا، وهو الذي يزعم أنه يعرف الأمور بمقدمات وأسباب يستدل بها على مواقعها كشيء سرق فيعرف المطبون به السرقة، ومتهم المرأة بالريبة فيعرف من صاحبها، ونحو ذلك من الأمور، ومنهم من كان يسمي المنجم كاهنا، فالحديث يشمل النهي عن إتيان هؤلاء كلهم والرجوع إلى قولهم وتصديقهم على ما يدعون من هذه الأمور، ومنهم من كان يدعو الطبيب كاهنا، وربما دعوه أيضا عرافا فهذا غير داخل في جملة النهي، وإنما هو مغالطة في الأسماء، وقد أثبت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الطب وأباح العلاج والتداوي، هذا ما ذكره الخطابي رحمه الله تعالى.

وقال أبو محمد البغوي صاحب التهذيب في كتابه شرح السنة في أول كتاب البيوع في باب بيع الكلب: اتفق أهل العلم على تحريم مهر البغي وحلوان الكاهن، قال: وحلوان الكاهن ما يأخذه المتكهن على كهانته، وفعل الكهانة باطل، لا يجوز أخذ الأجرة عليه. وقال الماوردي صاحب الحاوي في آخر كتابه الأحكام السلطانية: ويمنع المحتسب من التكسب بالكهانة واللهو، ويؤدب عليه الآخذ والمعطي.

كيس: قال صاحب المحكم: الكيس الخفة والنوقد كاس كيسا، فهو كيس وكيس والجمع أكياس. قال سيبويه: كسروا كيسا على أفعال تشبيها بفاعل، ويدلك على أنه فيعل أنهم قد سلموه، فلو كان فعلا لم يسلموه، والأنثى كيسة، وكيسة والكوسى والكيسى جماعة الكيسة. عن كراع قال: وعندي أنها تأنيث الأكيس، وقال مرة: لا يوجد على مثالها إلا ضيقي وضوقى في جمع ضيقة وطوبى جمع طيبة، ولم يقولوا طيبى قال: وعندي أن ذلك تأنيث الأفعل، والكوسى الكيس عن السيرافي، ورجل مكيس كيس، وأكاست المرأة، وأكيست ولدت ولدا كيسا، وكذلك الرجل وامرأة مكياس تلد الأكياس، وتكيس الرجل أظهر الكيس، والكيس اسم رجل، والكيس الجماع، والكيس من الأوعية، وعاء معروف يكون للدراهم والدنانير والدر والياقوت، والجمع كيسة، هذا آخر كلام صاحب المحكم.

وقال الأزهري: يقال كاس الرجل يكيس كيسا. قال ابن الأعرابي: الكيس العقل والكيس الجماع، ويقال: كايست فلانا فكسته أكيسه كيسا أي: غلبته بالكيس، هذا قول أهل اللغة، وقول الأصحاب في كتب المذهب: هذا من كيس الربيع هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>