وحديثه هذا الذي ذكره في المهذب حديث صحيح رواه مسلم. وقوله: “كهرني” بتخفيف الهاء وفتحها وبالراء المهملة. قال الهروي: قال أبو عبيد: الكهر الانتهار. وفي قراءة عبد الله رضي الله تعالى عنه:{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}(الضحى:٩) والكهر فى غير هذا ارتفاع النهار.
كهف: قوله: “يستسحب أن يقرأ سورة الكهف” الكهف: هو الغار في الجبل. قال الثعلبي: الكهف هو الغار في الجبل. قال الماوردي: هو غار الجبل الذي أوى إليه القوم رضي الله تعالى عنهم.
كهن: في الحديث: “أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن حلوان الكاهن” وهو حديث صحيح متفق على صحته أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، معناه الشيء الذي يعطاه الكاهن على كهانته، والكاهن: هو الذي يقضي على الغائب بالنجم بالتخمين، قاله الواحدي في الوسيط. قال الإمام أبو منصور الأزهري رحمه الله تعالى في تهذيب اللغة: قال الليث: كهن الرجل يكهن كهانة، وقلما كان يقول ألا تكهن الرجل، وتقول كان فلان كاهنا ولقد كهن. قال الأزهري: وكانت الكهانة في العرب قبل مبعث النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلما بعث نبينا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحرست السماء بالشهب ومنعت الجن والشياطين من وإلقائه إلى الكهنة، بطل علم الكهانة، وأرهق الله تعالى أباطيل الكهان بالقرآن الذي به فرق الله عز وجل بين الحق والباطل، وأطلع الله تعالى نبينا محمدًا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالوحي على ما يشاء من علم الغيوب، التي عجزت الكهنة عن الإحاطة به، فلا كهانة اليوم بحمد الله تعالى ومنَّه وإغنائه بالتنزيل عنها.
وقال الإمام أبو سليمان الخطابي في معنى هذا الحديث: “حلوان الكاهن” هو ما يأخذه المتكهن على كهانته، وهو محرم وفعله باطل، وحلوان العراف حرام، كذلك قال: والفرق بين الكاهن والعراف: أن الكاهن إنما يتعاطى الخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان ويدعي معرفة الأسرار، والعراف هو الذي يتعاطى معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما من الأمور، هكذا ذكره في كتاب البيوع من معالم السنن. وذكر في آخر الكتاب في قول النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برىء مما أنزل الله على محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ” قال: الكاهن هو الذي يدعي مطالعة علم الغيب ويخبر الناس عن الكوائن، وكان في العرب كهنة يدعون أنهم يعرفون كثيرا من الأمور، فمنهم من