مدنى، مولى بنى أسلم. واسم أبى يحيى: سمعان، ويقال له: إبراهيم بن محمد بن أبى عطاء. روى عن صفوان بن سليم، وصالح مولى التوأمة، ويحيى الأنصارى، ومحمد بن المنكدر، وغيرهم. روى عنه الشافعى، وداود ابن عبد الله، ويحيى بن آدم. واتفق العلماء على تضعيفه وجرحه، وأنه كان يرى القدر، ويتهمونه بالكذب. قال البخارى فى تاريخه: قال يحيى القطان: تركه ابن المبارك والناس. قال: وكنا نتهمه بالكذب.
وحكى ابن أبى حاتم جرحه وتوهينه عن مالك، ووكيع، وابن المبارك، وابن عيينة، والقطان، وابن المدينى، وأحمد، وابن معين، وأبى حاتم، وأبى زرعة، وغيرهم. قال أحمد: لا تكتب حديثه، تركه الناس؛ لأنه يروى أحاديث منكرة لا أصل لها، ويأخذ أحاديث الناس يضعها فى كتبه. وقال وكيع: لا تكتبوا عنه حرفًا. وقال ابن معين: هو كذاب متروك الحديث. وقال بشر بن المفضل: سألت فقهاء المدينة عنه، فكلهم قالوا: هو كذاب.
٣٦ - إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل بن سعد بن مالك بن النخع النخعى الكوفى:
فقيه أهل الكوفة، أبو عمران. تكرر فى المختصر، وذكره فى المهذب فى ميراث أهل الفرض، ثم فى الشهادات فى مسألة التوبة، وأمه مليكة بنت يزيد بن قيس أخت الأسود بن يزيد، وهو تابعى جليل، دخل على عائشة، رضى الله عنها، ولم يثبت له منها سماع، وسمع جماعات من كبار التابعين منهم علقمة، وخالاه الأسود، وعبد الرحمن ابنا يزيد، ومسروق، وأبو عبيدة بن عبد الله، وغيرهم. روى عنه جماعات من التابعين، منهم السبيعى، وحبيب بن أبى ثابت، وسماك بن حرب، والحكم، والأعمش، وابن عون، وحماد بن أبى سليمان شيخ أبى حنيفة.
وأجمعوا على توثيقه وجلالته وبراعته فى الفقه. روينا عن الشعبى أنه قال حين توفى النخعى: ما ترك أحدًا أعلم منه أو أفقه، قيل: ولا الحسن وابن سيرين؟ قال: ولا الحسن وابن سيرين، ولا من أهل البصرة، ولا الكوفة، ولا الحجاز، ولا الشام. وروينا عن أحمد بن صالح العجلى، قال: لم يحدث النخعى عن أحد من أصحاب النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وقد أدرك منهم جماعة، ورأى عائشة.