فاندفع بحمد الله تعالى الإشكال وزال بلفظه الاعضال، وقد ذكر في معنى الحديث قول آخر: وهو أنه أراد لا ترد من يلتمس منها مالا يقول هي سخية تعطي تضيع ما كان عندها، وفي كتاب النسائي قال: يقول هي سخية تعطي، ورد أصحابنا هذا التأويل وقالوا: لو أراد هذا لقال يد ملتمس، وجواب آخر: وهو لو أراد هذا لقال أحرز مالك عنها، وذكر فيه معنى آخر قاله بعض المتأخرين قال: معناه أمسكها عن الزنا إما بمراقبتها وإما بكثرة جماعها.
لمم: في حديث الظهار: أن أوس بن الصامت كان به لمم وكان إذا اشتد لممه ظاهر من امرأته، قال الشيخ إبراهيم المروزي: المراد باللمم الإلمام بالنساء وشدة التوق إليهن.
لهث: قال أهل اللغة: يقال لهث الكلب بفتح الهاء وكسرها لغتان يلهث بفتحها فيهما لهثا بإسكانها، والاسم اللهث بفتحها، واللهاث بضم اللام، ورجل لهثان وامرأة لهثى كعطشان وعطشى، وهو الكلب الذي أخرج لسانه من شدة العطش والحر.
لو: قال الإمام أبو منصور الأزهري في أول كتاب تهذيب اللغة في مخارج الحروف: قال الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى: إذا صيرت الحرف الثاني مثل قد وهل ولو اسما أدخلت عليه التشديد، فقلت: هذه لو مكتوبة وهذه قد حسنة الكتبة وأنشد:
أن ليتا وأن لو عناء
ليت شعري وأين متى ليت
فشدد لو حين جعلها اسما
لون: قول الله عز وجل: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ}(الحشر: من الآية٥) جاء ذكر هذه الآية الكريمة في كتاب السير من المهذب، قال جماعات من أهل العربية: أصل اللينة لونة بالواو، وهي من اللون فقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها كما في ميزان وميقات وميعاد وبابه، وقال آخرون: بل الياء أصل وهي من اللين، وممن حكى هذا الخلاف الهروي، واختلف أهل اللغة والتفسير في المراد: باللينة فالأظهر أنها النخل مطلقا، وقيل: النخل كله إلا العجوة. وقيل: هي الغسيل. وقيل: هي النخل الكرام الجيدة. وقيل: إنها العجوة خاصة، ذكر هذه الأقوال الماوردي وغيره. وقيل: إنها جميع النخل إلا العجوة والبرني، حكاه الهروي عن أبي عبيدة.