فيجوز بيعها وأجارتها، وحمله أبو حنيفة وأصحابه ومن وافقهم على جميع الحرم، فلم يجوزوا بيع شيء منه ولا إجارته، والمسألة مشهورة بالخلاف.
وأما قوله تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}(الاسراء: من الآية١) فقال المفسرون: إن المراد به مكة، وكان الإسراء من بيت أم هانىء بنت أبي طالب رضي الله تعالى عنها، وليس ما ادعوه من الحرم بذلك.
قال الأزرقي: ومن باب المسجد الحرام، وهو الباب الكبير باب بني عبد شمس الذي يعرف اليوم ببني شيبة إلى أول الأميال، وموضعه على جبل الصفا. والميل الثاني الذي في حد جبل المغيرة، والميل طوله ثلاثة أذرع وهو من الأميال المروانية. وموضع الميل الثالث بين مأزمي منى. وموضع الميل الرابع دون الجمرة الثالثة التي تلي مسجد الخيف بخمس عشر ذراعا. وموضع الميل الخامس وراء قرن الثعالب بمائة ذراع. وموضع الميل السادس في جدار حائط محسر وبين جدار حائط محسر ووادي محسر خمسمائة ذراع، وخمس وأربعون ذراعا. وموضع الميل السابع دون مسجد مزدلفة بمائتي ذراع وسبعين ذراعا. وموضع الميل الثامن من حد الجبل دون مأزمي عرفة، وهو بحيال سقاية زبيدة والطريق بينه وبين سقاية زبيدة، وهو على يمينك وأنت متوجه إلى عرفات. وموضع الميل التاسع ما بين مأزمي عرفة بفم الشعب الذي يقال له شعب المبال الذي بال فيه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين دفع من عرفة ليلة المزدلفة. وموضع الميل العاشر حيال سقاية ابن برمك وبينهما طريق، وهو في حد الجبل جبل المنظر. وموضع الميل الحادي عشر في جدار الدكان الذي تدور حوله قبلة مسجد عرفة مسجد إبراهيم خليل الرحمن صلواته وسلامه على خليله، بينه وبين جدار المسجد خمسة وعشرون ذراعا. وموضع الميل الثاني عشر خلف الإمام حيث يقف عشية عرفة على قرن يقال له النابت بينه وبين موقف رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عشرة أذرع، فما بين المسجد الحرام وبين موقف الإمام بعرفة بريد لا يزيد ولا ينقص، هذا كلام الأزرقي.