في باب مواقيت الحج من المهذب: “لما فتح المصران أتوا عمر رضي الله تعالى عنه يعني ليحد لهم ميقاتا” المصران: بكسر الميم والنون تثنية مصر، وهو البلد الكبير العظيم، والمراد بهما الكوفة والبصرة.
المقام: مقام إبراهيم خليل الله عليه السلام هو في المسجد الحرام، قبالة باب البيت وهو موضع معروف، هذا مراد الفقهاء بقولهم: يصلي ركعتي الطواف خلف المقام، وشبه ذلك من ألفاظهم.
وأما المفسرون: فقد اختلفوا فيه اختلافا كثيرًا منشرا، وقد قدمنا عن ابن عباس وابن عمرو بن العاصي في باب الحاء في المواضع: أنهما قالا “الحجر الأسود والمقام من الجنة”. قال أبو الوليد الأزرقي في ذرع المقام ذراع: قال: وهو مربع سعة أعلاه أربعة عشر أصبعا في أربعة عشر أصبعا، ومن أسفله مثل ذلك، وفي طرفيه من أعلاه وأسفله طوقان من ذهب، وما بين الطوقين من الحجر من المقام بارز، بلا ذهب عليه طوله من نواحيه، كلها تسع أصابع، وعرضه عشر أصابع عرضا في عشر أصابع طولا، وعرض حجر المقام من نواحيه إحدى وعشرون أصبعا ووسطه مربع، والقدمان داخلتان في الحجر تسع أصابع، ودخولهما منحرفتان، وبين القدمين من الحجر أصبعان، ووسطه قد استدق من التمسح به، والمقام في حوض من ساج مربع حوله رصاص، وعلى الحوض صفائح رصاص ملبس به، وعلى المقام صندوق ساج مسقف، ومن وراء المقام ملبس بساج في الأرض، في طرفيه سلسلتان يدخلان في أسفل الصندوق ويقفل عليهما فيهما قفلان، وهذا الموضع الذي فيه المقام اليوم هو الموضع الذي كان فيه في الجاهلية، ثم في زمن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبعده، ولم يغير من موضعه إلا أنه جاء سيل في زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقال له سيل أم نهشل؛ لأنه ذهب بأم نهشل بنت عبيدة بن أبي أحيحة فماتت فيه، فاحتمل ذلك السيل المقام من موضعه هذا، فذهب به إلى أسفل مكة فأتي به فربطوه في أستار الكعبة في وجهها، وكتبوا بذلك إلى عمر، فأقبل عمر رضي الله تعالى عنه من المدينة فزعا فدخل بعمرة في شهر رمضان وقد