وقال صاحب مطالع الأنوار: الاستنثار طرح الماء من الأنف بعد استنشاقه. قال: وقال ابن قتيبة: الاستنشار والاستنثار سواء، مأخوذ من النثرة وهي الأنف. قال: ولم يقل شيئًا، وقد فرق بينهما في الحديث بقوله: “فليجعل في انفه ماء ثم لينتثر” فدل على أنه طرحه بريح الأنف مبتدئا. قوله في باب الوليمة: والنثر بفتح النون وإسكان الثاء. قال الأزهري: قال الليث: النثر نثرك الشيء بيدك ترمي به متفرقا نثر ينثره مثل نثر اللوز والجوز والسكر وهو النثار، يقال: شهدت نثار فلان. قال صاحب المحكم: النثر رميك الشيء متفرقا نثره ينثره وينثره نثرًا ونثارًا ونثرة فانتثر وتنثر وتناثر. قوله في باب الربا والجعالة من المهذب: روى المزني في المنثور عنه يعني: بقوله عنه الشافعي رضي الله تعالى عنه والمنثور كتاب من كتب المزني التي نقلها عن الشافعي، وقد تكرر ذكر المنثور في المهذب والروضة.
نج: في الحديث: “أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضحك حتى بدت نواجذه” ذكره في كتاب الصيام من المهذب هو بالذال المعجمة بلا خلاف بين أهل العلم مطلقا. قال أبو العباس ثعلب وجماهير أهل اللغة وغيرهم: المراد بالنواجذ هنا الأنياب، وكان معظم ضحك النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تبسما. وقيل: المراد بالنواجذ هنا الضواحك. وقيل: المراد بهما الأضراس، وهذا هو الأشهر في إطلاق النواجذ في اللغة. قال ابن الأثير في النهاية: وعلى هذا القول يكون المراد مبالغة مثله في ضحكه، أن يراد ظهور نواجذه في الضحك. قال: وهذا أقيس الأقوال لاشتهار النواجذ بأواخر الأسنان. وضعف القاضي عياض والمحققون هذا القول، وقالوا: الصواب أنها الأنياب.
نجش: روى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما “أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن النجش”. النجش: بفتح النون وإسكان الجيم. قال الهروي رحمه الله تعالى: قال أبو بكر: معنى النهي عن النجش أي: لا يمدح أحدكم السلعة ويزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها ليسمعه غيره فيزيد، قال: وأصل النجش مدح الشيء وإطراؤه. قال الهروي: وقال غيره: النجش تنفير الناس عن الشيء إلى غيره والأصل فيه تنفير الوحش من مكان إلى مكان. قال صاحب الحاوي: أصل النجش الإثارة للشيء، ولهذا قيل للصياد النجاش، والناجش لإثارته الصيد، ولهذا