أو غيره أي: أشبهه وذهب إليه في الشبه، ونزع في القوس نزعا أي: مدها ونازع الرجل صاحبه منازعة أي: جاذبه في الخصومة، وبينهم نزاعة بفتح النون أي خصومة، والتنازع التخاصم، وانتزعت الشيء فانتزع أي: قلعته فاقتلع، والمنزعة ما يرجع إليه الرجل من أمر وتدبيره ورأيه، والنزعتان بفتح النون والزاي واحدتهما نزعة بفتحهما، وهو المعروف المشهور في كتب اللغة.
وذكر البيهقي في كتابه رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي عن أبي العلاء بن كوشاد الأديب الأصبهاني: أنه يقال نزعة بفتح الزاي وبإسكانها لغتان، قال: يروون ذلك عن ابي عمرو الشيباني وغيره. قلت: والنزعتان هما الموضعان اللذان يحيطان بالناصية ينحسر الشعر عنها في بعض الناس، وذلك محمود عند العرب يمدحون به، ويقال منه رجل أنزع بين النزع.
قال أهل اللغة: ولا يقال امرأة نزعاء، لكن يقال غراء، والنزعتان من الرأس عندنا وعند جماهير العلماء، واستحب الشافعي والأصحاب رحمهم الله تعالى غسلهما مع الوجه للخروج من خلاف من قال هما من الوجه. وقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “ما لي أنازع القرآن” بفتح الزاي معناه أجاذبه وأزاحم في قراءته، قوله في باب الربا من المهذب:
غبس كواسب لا يمن طعامها
لمعفر قهد تنازع شلوه
هذا البيت قبله بيت آخر يظهر معنى هذا، وهو:
عرض الشقائق طوفها وبغامها
خنساء ضيعت الفرير فلم يرم
الخنساء: بقرة وحشية، والفرير فتح الفاء وكسر الراء، وهو ولد البقرة، وقولهم: فلم يرم بفتح الياء وكسر الراء معناه: لم يبرح، وعرض بضم العين هو الناحية، والشقائق بفتح الشين المعجمة جمع شقيقة، وهي رملة فيها نبات. وقيل: أرض غليظة بين رملين. وقيل: رمل رقيق بين رملين ضخمين، وقوله: طوفها بفتح الطاء ورفع الفاء أي: ذهابها ومجيئها وهو فاعل يرم، وبغامها بضم الباء الموحدة وبالغين المعجمة ورفع الميم معطوف على طوفها والبغام الصوت، وأما بيت الكتاب فاللام في قوله لمعفر مكسورة، وهي لام التعليل أي: من أجل معفر، وهو الذي عفر بالتراب أي: سحب في التراب، والقهد بضم القاف وإسكان الهاء الذي يعلو بياضه حمرة. وقيل: هو الذي له بياض يخالطه حمرة أو صفرة. وقوله ينازع شلوه أي: يجاذب عضوه. وقوله غبس أي: ذباب جمع