فحذفوا منه الواو الثانية استثقالا، وفتحوا الأولى لأنه ليس في كلامهم فاعل بالضم.
هيأ: قوله في مختصر المزني في صفة الحج: “وتطوف المرأة على هيئتها” قال صاحب العين: روي هيئتها وروي هينتها أي: سكينتها.
هيم: قوله في الوسيط: “الهائم وراكب التعاسيف لا يترخص” الهائم هو الذاهب مقصود صحيح. قال أبو عبد الله البخاري في أول كتاب البيوع من صحيحه: “الهائم المخالف القصد في كل شيء”. وأما جمع الغزالي بين الهائم وراكب التعاسيف، فقد قال الشيخ أبو الفتوح العجلي: هما عبارتان عن شيء واحد وليس كما قال، بل الهائم الخارج على وجهه لا يدري أين يتوجه وإن سلك طريقا مسلوكا، وراكب التعاسيف لا يسلك طريقا فهما مشتركان في أنهما لا يقصدان موضعا معلوما، وإن اختلفا فيما ذكرناه. قال أهل اللغة: يقال: هام على وجهه يهيم هيما وهيمانا ذهب من عشق أو غيره، وقلب مستهام أي: هائم، والهيام داء يأخذ الإبل فتهيم في الأرض لا ترعى يقال منه ناقة هيماء، وهذا مذكور في الروضة في أول باب الأضحية.
هيه: قال الإمام الواحدي رحمه الله تعالى: هيهات إسم يسمى به إسم الفعل، وهو بعد في الخبر لا في الأمر، ومعنى هيهات بعد، وليس له اشتقاق لأنه بمنزلة الأصوات وفيه زيادة معنى ليست في بعد، وهو أن المتكلم بهيهات يخبر عن اعتقاده واستبعاد ذلك الذي يخبر عن بعده، فكأنه بمنزلة قوله بعد جدا وما أبعده، لا على أن يعلم المخاطب مكان ذلك الشيء في البعد، ففي هيهات زيادة على بعد وإن كان تفسيره بعد. قال الفراء في قوله تعالى حكاية عنهم:{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ}(المؤمنون:٣٦) لو لم تكن اللام في ما كان صوابا، قال: ودخول اللام عربي، ومثله في الكلام هيهات لك وهيهات أنت منا وهيهات لأرضك، وأنشد:
وهيهات خل بالعقيق نواصله
فهيهات هيهات العقيق وأهله
فمن لم يدخل اللام رفع الاسم، ومعنى هيهات بعد فكأنه قال بعد العقيق. ومن أدخل اللام قال: هيهات أداة ليست مأخوذة من فعل، فإذا دخلت اللام كما يقال هلم لك إذا لم تكن مأخوذة من فعل. وقال الزجاج: هيهات موضعها الرفع وتأويلها