ومناقب أسامة، رضى الله عنه، كثيرة مشهورة. وولاه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إمارة الجيش وفيهم عمر، رضى الله عنه، وعقد له اللواء. وتوفى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وله عشرون سنة، وقيل: تسعة عشر، وقيل: ثمانية عشرة. وثبت فى الصحيحين عن عائشة، رضى الله عنها، قالت: دخل على قائف والنبى شاهد وأسامة بن زيد وزيد مضطجعان، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض، فسر بذلك النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأعجبه. قال العلماء: سبب سروره - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أسامة كان لونه أسود، وكان طويلاً، خرج إلى أمه، وكان أبو زيد قصيرًا أبيض، وقيل: بين البياض والسواد، وكان بعض المنافقين قصد المغايظة والإيذاء، فدفع الله ذلك وله الحمد.
توفى أسامة، رضى الله عنه، بالمدينة، وقيل: بوادى القرى، وحمل إلى المدينة سنة أربع وخمسين، وقيل: سنة تسع أو ثمان وخمسين، وقيل: سنة أربعين بعد علىّ بقليل. قال ابن عبد البر وغيره: الصحيح سنة أربع وخمسين. وفى تاريخ دمشق فى ترجمة فاطمة بنت أسامة أنها كانت تسكن المزة القرية المعروفة بقرب دمشق، وأن أسامة توفى بقرية له بوادى القرى، وخلف بنتًا له فى المزة يقال لها: فاطمة، فلم تزل مقيمة بها إلى أن ولى عمر بن عبد العزيز، فدخلت عليه فقام لها وأقعدها مكانه، وقال: حوائجك يا فاطمة، قالت: تحملنى إلى أخى، فجهزها وحملها.
وبإسناده عن الأوزاعى قال: دخلت فاطمة بنت أسامة على عمر بن عبد العزيز ومعها مولاة لها تمسك بيدها، فقام لها عمر ومشى إليها حتى جعل يده فى يدها أو يداه فى ثيابها، ومشى حتى أجلسها فى مجلسه، وجلس بين يديها، وما ترك لها حاجة إلا قضاها، رضى الله عنهم.
٥٠ - إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن:
النبى ابن النبى وأبو النبيين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. مذكور فى المهذب فى أول باب ما يحرم من النكاح، هو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الخليل، أبو أنبياء بنى إسرائيل. والآيات فى فضله كثيرة مشهورة، قال الله تعالى:{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ}[الصافات: ١١٢] .