قال أبو الحسن المدائنى: أول لواء عقده رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لحمزة بن عبد المطلب حين بعثه فى سرية إلى سيف البحر، بكسر السين، من أرض جهينة، وخالفه ابن إسحاق، فقال: أول لواء عقده لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب. استشهد يوم أُحُد فى نصف شوال من السنة الثالثة من الهجرة بعد أن قتل أُحُدًا وثلاثين من الكفار، ودفن عند أُحُد فى موضعه، وقبره مشهور يزار ويتبرك به، وحزن عليه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والصحابة، رضى الله عنهم.
١٣٢ - حمزة بن عمرو الأسلمى الصحابى، رضى الله عنه (١) :
مذكور فى المختصر، والمهذب فى الصيام. هو أبو صالح، وقيل: أبو محمد حمزة بن عمرو بن عويمر بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح، براء مفتوحة، ثم زاى، وبالحاء المهملة، ابن عدى بن سهل، وقيل: سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة الأسلمى. رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تسعة أحاديث، روى مسلم فى صحيحه حديثًا.
روت عنه عائشة أم المؤمنين، رضى الله عنها، وابنه محمد، وعروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، وغيرهم. توفى سنة إحدى وستين، وهو ابن إحدى وسبعين سنة، وقيل: ابن ثمانين، وكان يصوم الدهر، ثبت هذا فى صحيح مسلم.
أخبرنا أبو إسحاق الواسطى، أنبأ الفراوى، أنبأ الفارسى، أنبأ الجلودى، أنبأ ابن سفيان، أنبأ أو ثنا مسلم، ثنا أبو الربيع، ثنا حماد، ثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، رضى الله عنها، أن حمزة بن عمرو سأل النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: يا رسول الله، إنى رجل أسرد الصوم، أفأصوم فى السفر؟ قال: “صم إن شئت، وأفطر إن شئت”. وروى البخارى فى تاريخه بإسناده، عن محمد بن حمزة هذا عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى سفر، فتفرقنا فى ليلة ظلماء، فأضاءت أصابعى حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم، وإن أصابعى لتنير. وروى بإسناده أن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كناه أبا صالح.
١٣٣ - حمل بن النابغة الصحابى، رضى الله عنه:
مذكور فى المهذب فى دية الجنين، هو بفتح الحاء المهملة والميم، وهو أبو نضلة حمل ابن مالك بن النابغة بن
(١) طبقات ابن سعد (٤/٣١٥) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٣/الترحمة:١٧٣) ، والكنى للدولابى (١/٣٩) ، والجرح والتعديل (٣/الترجمة:٩٢٨) ، والاستيعاب (١/٣٧٥) ، وأسد الغابة (٢/٥٠) ، وتاريخ الاسلام (٣/١٤) ، وتهذيب التهذيب (٣/٣١، ٣٢) . تقريب التهذيب (١٥٢٩) وقال: “صحابي جليل مات سنة إحدى وستين وله إحدى وسبعون وقيل ثمانون خت م د س”. .