والسير، وحد الخمر، وصلاة الخوف من الوسيط، وغيرها. هو أبو سليمان، وقيل: أبو الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى المخزومى، سيف الله. أمه لبابة الصغرى بنت الحارث أخت ميمونة أم المؤمنين، رضى الله عنها، ولبابة الكبرى امرأة العباس، أسلم بعد الحديبية، وكانت الحديبية فى ذى القعدة سنة ست من الهجرة، وشهد غزوة مؤتة، وسماه النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يومئذ سيف الله، وشهد خيبر، وفتح مكة، وحنينًا. رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثمانية عشر حديثًا، اتفق البخارى ومسلم على حديث.
روى عنه ابن عباس، وجابر، والمقدام بن معدى كرب، وأبو أمامة بن سهل الصحابيون، رضى الله عنهم. وروى عنه من التابعين قيس بن أبى حازم، وأبو وائل، وغيرهما، وكان من المشهورين بالشجاعة والشرف والرياسة. ثبت فى صحيح البخارى عنه أنه قال: لقد اندق فى يدى يوم مؤتة تسعة أسياف، فما ثبت فى يدى إلا صفيحة يمانية.
قال الزبير بن بكار وغيره: كان خالد هو المقدم على خيول قريش فى الجاهلية، ولم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعِنَّة الخيل، فيكون فى مقدمتها، وشهد فتح مكة فأبلى فيها، وبعثه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى العزى فهدمها، وكانت بيتًا عظيمًا لمضر تبجله، ولا يصح له مشهد مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قبل فتح مكة. وأرسله رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى أكيدر صاحب دومة، فأسره وأحضره عند رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فصالحه على الجزية، ورده إلى بلده، وأرسله رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سنة عشر إلى بنى الحارث بن كعب بن مذحج، فقدم معه رجال منهم، فأسلموا ورجعوا إلى قومهم. وأمَّره أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، على قتال مسيلمة الكذاب والمرتدين باليمامة، وكان له فى قتالهم الأثر العظيم.
وله الآثار العظيمة المشهورة فى قتال الروم بالشام، والفرس بالعراق، وافتتح دمشق. وكان فى قلنسوته شعر من شعر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يستنصر به ويتبرك به، فلا يزال منصورًا، ولما حضرت خالدًا الوقاة قال: لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما فى بدنى موضع شهير إلا وفيه ضربة، أو طعنة، أو رمية، وها أنا أموت على فراشى، فلا نامت أعين