للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجبناء، وما لى من عملى أرجا من لا إله إلا الله وأنا متترس بها.

وتوفى فى خلافة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، سنة إحدى وعشرين، وكانت وفاته بحمص، وقبره مشهور على نحو ميل من حمص، وقيل: توفى بالمدينة، قاله أبو زرعة الدمشقى، عن دحيم، والصحيح الأول، وحزن عليه عمر والمسلمون حزنًا شديدًا، ولما حضرته الوفاة حبس فرسه وسلاحه فى سبيل الله. وثبت فى الصحيحين أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: “إن خالدًا احتبس أدراعه واعتده فى سبيل الله” (١) . وفضائله كثيرة مشهورة، رضى الله عنه.

١٤٣ - خباب بن الأرت - بالتاء المثناة فوق المشددة - الصحابى، رضى الله عنه (٢) :

تكرر، هو أبو عبد الله، وقيل: أبو محمد، وقيل: أبو يحيى خباب بن الأرت بن جندلة ابن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو عربى لحقه سباء فى الجاهلية فبيع بمكة، وقيل: هو حليف بنى زهرة، وقيل: هو مولى أم أنمار بنت سباع الخزاعية، وهى من حلفاء بنى زهرة بن كلاب بن مرة، فهو تميمى النسب، خزاعى الولاء، زهرى الحلف، وكان خباب من السابقين إلى الإسلام، وممن تعذب فى الله تعالى، وكان سادس ستة فى الإسلام.

قال مجاهد: أول من أظهر إسلامه من الصحابة أبو بكر، وخباب، وصهيب، وبلال، وعمار، وسمية أم عمار، فكان أبو بكر، رضى الله عنه، يمنع عنه قومه، وأما الآخرون فكانوا يعذبونهم. وقال الشعبى: إن خبابًا صبر ولم يعط الكفار ما سألوه، فجعلوا يلزقون ظهره بالرضف حتى ذهب لحم ظهره. قال: وسأله عمر، رضى الله عنه، عما لقى من المشركين، فقال: يا أمير المؤمنين، انظر إلى ظهرى، فنظر فقال: ما رأيت كاليوم ظهر رجل، قال خباب: لقد أوقدت نار، وسُحِبْت عليها، فما أطفأها إلا ودك ظهرى.

وشهد مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بدرًا، وأُحُدًا، والمشاهد كلها مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اثنان وثلاثون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم على ثلاثة، وانفرد البخارى بحديثين، ومسلم بحديث. روى عنه ابنه عبد الله،


(١) أخرجه أحمد (٢/٣٢٢، رقم ٨٢٦٧) ، والبخارى (٢/٥٣٤، رقم ١٣٩٩) ، ومسلم (٢/٦٧٦، رقم ٩٨٣) ، وأبو داود (٢/١١٥، رقم ١٦٢٣) ، والنسائى (٥/ ٣٣، رقم ٢٤٦٤) . وأخرجه أيضا: عبد الرزاق (٤/١٨، رقم ٦٨٢٦) ، والدارقطنى (٢/١٢٣) ، وابن حبان (٨/٦٧، رقم ٣٢٧٣) ، والبيهقى (٤/١١١، رقم ٧١٦٠) ..
(٢) طبقات ابن سعد ٣/١٦٤، ٦/١٤، التاريخ الكبير للبخارى ٣/٧٣٠، الجرح والتعديل ٣/١٨١٧، الاستيعاب ٢/٤٣٧، أسد الغابة ٢/٩٨، سير أعلام النبلاء ٢/٣٢٣، تهذيب التهذيب ٣/١٣٣، الإصابة ١/٤٦٦. تقريب التهذيب (١٦٩٨) وقال: خباب بموحدتين الأولى مثقلة، من السابقين إلى الإسلام وكان يعذب في الله وشهد بدرا ثم نزل الكوفة ومات بها سنة سبع وثلاثين ع”..

<<  <  ج: ص:  >  >>