وكلهم مصرحون به، وممن نقل الاتفاق عليه صاحب مطالع الأنوار، وباطا بموحدة بلا همز ولا مد. قال صاحب المطالع: ويقال: باطيا، وهو والد عبد الرحمن بن الزبير المذكور فى المهذب فى باب الرجعة، وقتل الزبير بن باطا يوم بنى قريظة كافرًا، قتله الزبير بن العوام، رضى الله عنه، صبرًا.
١٧٦ - الزبير - بضم الزاى - بن العوام الصحابى، رضى الله عنه (١) :
أحد العشرة، رضى الله عنهم. تكرر فى هذه الكتب. هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى القريشى الأسدى المدنى، يلتقى مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى قصى. وأم الزبير، رضى الله عنها، صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أسلمت وهاجرت إلى المدينة. أسلم الزبير، رضى الله عنه، قديمًا فى أوائل الإسلام وهو ابن خمس عشرة سنة، وقيل: ست عشرة، وقيل: وهو ابن ثمان سنين، وقيل: ابن ثنتى عشرة سنة، وكان إسلامه بعد إسلام أبى بكر، رضى الله عنه، بقليل، قيل: كان رابعًا أو خامسًا.
وهو أحد العشرة المشهور لهم بالجنة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبى وقاص، وسعيد بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، رضى الله عنهم. وهو أحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، الخلافة فى أحدهم: عثمان، وعلى، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، رضى الله عنهم. وقال: هؤلاء توفى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو عنهم راضى.
وهاجر الزبير، رضى الله عنه، إلى أرض الحبشة، ثم إلى المدينة، وآخى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بينه وبين عبد الله بن مسعود حين آخى بين المهاجرين بمكة، فلما قدم المدينة وآخى بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش، وكان الزبير أول من سلَّ سيفًا فى سبيل الله، شهد بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وفتح مكة، وحصار الطائف، والمشاهد كلها مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وشهد اليرموك، وفتح مصر. وكان أسمر، ربعة، معتدل اللحم، خفيف اللحية.
روينا فى صحيحى البخارى ومسلم، عن جابر، رضى الله عنه،
(١) طبقات ابن سعد (٣/١٠٠) والتاريخ الكبير للبخارى (٣/١٣٥٩) والجرح والتعديل (٣/٢٦٢٧) والاستيعاب (٢/٥١٠) وأسد الغابة (٢/١٩٦) وأعلام النبلاء (١/٤١) وتهذيب التهذيب لابن حجر (٣/٣١٨) والإصابة (١/٥٤٥) . تقريب التهذيب (٢٠٠٣) وقال: “أحد العشرة المشهود لهم بالجنة قتل سنة ست وثلاثين بعد منصرفه من وقعة الجمل ع”..