عشرة سنة، وحفظ قبل قدوم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المدينة مهاجرًا ست عشرة سورة، وقُتل أبوه ولزيد بن ثابت ست سنين، واستصغره النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم بدر فردَّه، وشهد أُحُدًا، وقيل: لم يشهدها، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأعطاه النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم تبوك راية بنى النجار، وقال: “القرآن مقدم وزيد أكثر أخذًا للقرآن”.
وكان يكتب الوحى لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويكتب له أيضًا المراسلات إلى الناس، وكان يكتب لأبى بكر، وعمر بن الخطاب فى خلافتهما، وكان أحد الثلاثة الذين جمعوا المصحف، أمره بذلك أبو بكر، وعمر، رضى الله عنهما، وكان عمر يستخلفه إذا حج، وكان معه حين قدم الشام، وهو الذى تولى قسم غنائم اليرموك، وكان عثمان، رضى الله عنه، أيضًا يستخلفه إذا حج، ورُمى يوم اليمامة بسهم فلم يضره.
قال ابن أبى داود وآخرون: كان زيد أعلم الصحابة بالفرائض؛ للحديث: “أفرضكم زيد”. قالوا: وكان من الراسخين فى العلم، وكان على بيت المال لعثمان، رضى الله عنه، وأحواله كثيرة مشهورة. رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اثنان وتسعون حديثًا، اتفقا منها على خمسة، وانفرد البخارى بأربعة، ومسلم بحديث.
روى عنه جماعات من الصحابة، منهم ابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبو هريرة، وسهل بن أبى حثمة، وعبد الله بن زيد، وسهل بن حنيف، وأبو سعيد الخدرى، وسهل ابن سعد، رضى الله عنهم. وروى عنه خلائق من كبار التابعين، منهم ابن المسيب، وسليمان وعطاء ابنا يسار، والقاسم بن محمد، وأبان بن عثمان، وقبيصة بن ذؤيب، وابناه خارجة وسليمان ابنا زيد، وآخرون.
توفى بالمدينة سنة أربع وخمسين، وقيل: ست وخمسين، وقيل: سنة أربعين، وقيل: خمس وأربعين، وقيل: سنة إحدى وأربعين، وقيل: سنة ثلاث وأربعين، وقيل: إحدى وخمسين، وقيل: ثلاث وخمسين، وقيل: خمس وخمسين.
وروى البخارى فى تاريخه بإسناده الصحيح، عن عمار بن أبى عمار، قال: لما مات زيد بن ثابت جلسنا إلى ابن عباس، فقال: هذا ذهاب العلماء، دفن اليوم علم كثير. ومن الغرائب المنقولة عن زيد