ألا تعجبون من شيخ يقبل شيخًا. وروينا عن ابن المبارك أنه عّد الفقهاء السبعة فقهاء المدينة، فجعل سالمًا أحدهم، وقد سبق بيانهم والاختلاف فيهم فى ترجمة خارجة بن زيد.
قال أبو نعيم الفضل بن دكين، والبخارى: توفى سالم سنة ست ومائة. وقال الأصمعى: سنة خمس. وقال الهيثم: سنة ثمان بالمدينة، رضى الله عنه.
١٩٧ - السائب بن يزيد الصحابى، رضى الله عنه (١) :
مذكور فى المهذب فى أواخر كتاب السرقة. هو أبو يزيد السائب بن يزيد بن سعيد ابن ثمامة بن الأسود بن عبد الله بن الحارث الولادة، وهو ابن أخت النمر، لا يعرفون إلا بذلك، الكندى، ويقال: الأسدى، ويقال: الليثى، ويقال: الهذلى، وأبو السائب صحابى وله حلف فى قريش فى عبد شمس.
ولد السائب سنة ثلاث من الهجرة، وتوفى بالمدينة سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة إحدى وتسعين، وقيل: ست وثمانين، وقيل: ثمان وثمانين، والصحيح الأول. رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خمسة أحاديث اتفق البخارى ومسلم على حديث، وللبخارى أربعة. روى عنه الزهرى، والجعيد، ويزيد بن خصيفة، وغيرهم.
روينا فى صحيحى البخارى ومسلم، عن السائب بن يزيد، قال: ذهبت بى خالتى إلى النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقالت: يا رسول الله، إن بابن أختى وجع، فمسح رأسى ودعا لى بالبركة، وتوضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة، يعنى بالحجلة الخيمة. وفى رواية: نظرت إلى خاتم النبوة.
وفى رواية الصحيحين عن الجعيد بن عبد الرحمن، قال: رأيت السائب بن يزيد سنة أربع وتسعين جلدًا معتدلاً، فقال: قد علمت ما منعت به سمعى وبصرى إلا بدعاء رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وفى صحيح البخارى عن السائب، قال: حج أبى مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأنا ابن سبع سنين. وفى صحيح البخارى عنه قال: أذكر أنى خرجت مع الغلمان إلى ثنية الوداع لنلقى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مقدمه من غزوة تبوك.
١٩٨ - سِباع بن ثابت:
بكسر السين. ذكر الشيخ إبراهيم المروزى من أصحابنا فى تعليقه للمهذب أن المزنى ذكره فى المختصر فى باب العقيقة، فقال: قال المزنى: أخبرنى الشافعى،
(١) التاريخ الكبير للبخارى (٤/الترجمة٢٢٨٦) ، والجرح والتعديل (٤/١٠٣١) ، والاستيعاب (٢/٥٧٦) ، وأسد الغابة (٢/٢٥٧) ، وتاريخ الإسلام (٣/٣٦٩) ، وسير أعلام النبلاء (٣/٤٣٧) ، والكاشف (١/١٨١٣) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٣/٤٥٠) ، والإصابة (٢/٣٠٧٧) . تقريب التهذيب (٢٢٠٢) وقال: "صحابي صغير له أحاديث قليلة وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة ع"..