تكرر فى المختصر، وذكر فى المهذب، والوسيط فى الشهادات وغيره. هو الإمام الجليل أبو عبد الله، كذا كناه الجمهور، وقيل: أبو محمد سعيد بن جبير بن هشام الكوفى الأسدى الوالبى، بالموحدة، منسوب إلى ولاء بنى والبة، ووالبة هو ابن الحارث بن ثعلبة ابن دودان، بدالين مهملتين الأولى مضمومة، ابن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس.
سمع سعيد جماعات من أئمة الصحابة، منهم ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وعبد الله بن مغفل، وأبو مسعود البدرى، وأنس، رضى الله عنهم، وجماعات من التابعين. روى عنه جماعات من التابعين وغيرهم، وكان سعيد من كبار أئمة التابعين ومتقدميهم فى التفسير، والحديث، والفقه، والعبادة، والورع، وغيرها من صفات أهل الخير.
روينا عن أصبغ بن زيد الواسطى، قال: كان لسعيد بن جبير ديك يقوم من الليل بصياحه، فلم يصح ليلة حتى أصبح، فلم يصل سعيد تلك الليلة، فشق عليه، فقال: ما له قطع الله صوته، فما سمع له صوت بعد. وذكر البخارى فى تاريخه، عن سفيان الثورى أنه كان يقدم سعيد بن جبير فى العلم على إبراهيم النخعى.
وذكر ابن أبى حاتم بإسناده عن ابن عباس أنه قال لسعيد بن جبير: حدث، فقال: أحدث وأنت شاهد؟ فقال: أوليس من نعمة الله عليك أن تحدث وأنا شاهد. وبإسناده أن رجلاً سأل ابن عمر عن فريضة، فقال: سل عنها سعيد بن جبير، فإنه يعلم منها ما أعلم، ولكنه أحسب منى. وبإسناده أن ابن عباس كان إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه يقول: أليس فيكم سعيد بن جبير. وعن أشعث بن إسحاق قال: كان يقال: سعيد بن جبير جهبذ العلماء.
ومناقبه كثيرة مشهورة، قتله الحجاج بن يوسف صبرًا ظلمًا فى شعبان سنة خمس وتسعين، ولم يعش الحجاج بعده إلا أيامًا، وكان عمر سعيد بن جبير حين قُتل تسعًا وأربعين سنة، وهذا هو الأصح، ولم يذكر البخارى فى تاريخه وغيره من الأئمة سواه. وقال السمعانى: قُتل سنة أربع وتسعين وهو ابن ثلاث وخمسين سنة. وقال ابن قتيبة: قُتل سنة أربع وتسعين وهو ابن تسع وأربعين.
روينا عن خلف بن خليفة، قال: حدثنى بواب الحجاج، قال: رأيت رأس سعيد بن
(١) طبقات ابن سعد (٦/٢٥٦) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٣/١٥٣٣) ، والجرح والتعديل (٤/٢٩) ، وتاريخ الإسلام (٤/٢) ، وسير أعلام النبلاء (٤/٣٢١) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٤/١١) . تقريب التهذيب (٢٢٧٨) وقال: "ثقة ثبت فقيه من الثالثة وروايته عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة قتل بين يدي الحجاج [دون المائة] سنة خمس وتسعين ولم يكمل الخمسين ع"..