للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جبير بعدما سقط إلى الأرض يقول: لا إله إلا الله. وكان لسعيد ثلاثة بنين: عبد الله، ومحمد، وعبد الملك. وروى ابن قتيبة أن الحجاج قال له: اختر أية قتلة شئت، فقال: اختر أنت لنفسك، فإن القصاص أمامك.

٢٠٩ - سعيد بن زيد الصحابى (١) :

أحد العشرة، رضى الله عنهم. تكرر ذكره. هو أبو الأعور، وقيل: أبو ثور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح، بالمثناة، ابن عبد الله بن قرط بن رزاح، براء مفتوحة ثم زاى وحاء مهملة، ابن عدى بن كعب بن لؤى بن غالب القريشى العدوى المكى المدنى، أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالجنة، وتوفى وهو راض عنهم، وهو ابن ابن عم عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وتزوج أخت عمر فاطمة بنت الخطاب، أسلمت هى وزوجها سعيد قبل عمر، وكانا سبب إسلام عمر، رضى الله عنهم، وأسلم سعيد قديمًا، وكان من المهاجرين الأولين، وآخى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بينه وبين أُبىّ بن كعب.

وشهد مع النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المشاهد كلها بعد بدر، واختلفوا فى شهوده بدرًا، فقال الأكثرون: لم يشهدها لعذره، فإنه كان غائبًا عن المدينة، وضرب له النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بسهمه منها وأجره. وقال جماعة: شهد بدرًا. وذكره البخارى فى صحيحه فيمن شهد بدرًا، وشهد اليرموك، وحصار دمشق، وكان مجاب الدعوة.

روينا فى صحيحى البخارى ومسلم، عن عروة، أن سعيد بن زيد خاصمته أروى بنت أوس إلى مروان، وادَّعت عليه أنه أخذ شيئًا من أرضها، فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها بعد أن سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: “من أخذ شبرًا من أرض ظلمًا، طوقه إلى سبع أرضين”، فقال مروان: لا أسألك بَيِّنة بعد هذا، قال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها واقتلها فى أرضها، فما ماتت حتى ذهب بصرها، وبينا هى تمشى فى أرضها إذ وقعت فى حفرة فماتت. وفى رواية لمسلم أنها قالت: أصابتنى دعوة سعيد.

رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثمانية وأربعون حديثًا، اتفقا على حديثين، وانفرد البخارى بحديث. روى عنه ابن عمر، وعمرو بن حريث، وابن الطفيل الصحابيون، رضى الله


(١) طبقات ابن سعد (٣/٣٧٩، و٦/١٣) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٣/١٥٠٩) ، والكنى للدولابى (١/١١) ، والجرح والتعديل (٤/٨٥) ، والاستيعاب (٢/٦١٤) ، وأسد الغابة (٢/٣٠٦) ، وسير أعلام التبلاء (١/١٢٤) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٤/٣٤) . تقريب التهذيب (٢٣١٤) وقال: “أحد العشرة مات سنة خمسين أو بعدها بسنة أو سنتين ع”.

<<  <  ج: ص:  >  >>