يقال له: الحبلى؛ لعظم بطنه، ويقال للمنتسبين إليه: بنو الحبلى.
شهد عبادة العقبة الأولى والثانية مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وشهد بدرًا، وأُحُدًا، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد، وكان أحد النقباء ليلة العقبة، كان نقيبًا على القواقل؛ لأن بنى سالم يقال لجدهم: قوقل، كان إذا استجار به مستجير قال له قوقل: ستر حيث شئت، فسمى قوقل بن عوف بن الخزرج.
وآخى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بينه وبين أبى مرثد الغنوى، واستعمله النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الصدقات، وكان يعلم أهل الصفة القرآن، ولما فتح الشام أرسله عمر بن الخطاب، ومعاذًا، وأبا الدرداء ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفهموهم، فأقام عبادة بحمص، ومعاذ بفلسطين، وأبو الدرداء بدمشق، ثم صار عبادة إلى فلسطين.
رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مائة وأحد وثمانون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم منها على ستة، وانفرد البخارى بحديثين، ومسلم بآخرين. روى عنه أنس، وجابر، وأبو أمامة، وفضالة، ورفاعة بن رافع، ومحمود بن الربيع، ومن التابعين بنوه الوليد، وعبيد الله، وداود بنو عبادة، وخلائق غيرهم.
قال الأوزاعى: أول من ولى قضاء فلسطين عبادة، وكان فاضلاً، خيرًا، جميلاً، طويلاً، جسيمًا، توفى ببيت المقدس، وقيل: بالرملة، سنة أربع وثلاثين، وهو ابن ثنتين وسبعين سنة، وقيل: توفى سنة خمس وأربعين، والأول أصح وأشهر.
٢٨٢ - العباس بن عبد المطلب، رضى الله عنه (١) :
عم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. تكرر فى هذه الكتب. هو أبو الفضل الهاشمى، وباقى نسبه سبق فى نسب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، كان أسن من رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بسنتين أو ثلاث، وأمه نتيلة، بضم النون وفتح المثناة فوق، وهى أول عربية كست الكعبة الحرير. قالوا: وسببه أن العباس ضاع وهو صغير، فنذرت إن وجدته أن تكسوها، فوجدته ففعلت، وكان العباس رئيسًا جليلاً فى قريش قبل الإسلام، وكان إليه عمارة المسجد الحرام والسقاية، وحضر ليلة العقبة مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين بايعته الأنصار قبل أن يُسلم العباس، فشدد القصر مع الأنصار وأكده.
وخرج مع المشركين إلى بدر مكرهًا، وأُسر وفدى نفسه وابنى أخويه عقيلاً ونوفل بن الحارث،