للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى كتاب الترمذى أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال للعباس: “والذى نفسى بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله”، ثم قال: “أيها الناس، من آذى عمى فقد آذانى، فإنما عم الرجل صنو أبيه” (١) .

وفى الترمذى أحاديث أخرى فى فضل العباس، وثبت فى صحيح البخارى، أن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، كان إذا قحطوا استسقى بالعباس، فقال: “اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبينا فاسقنا” فيسقون، ومناقبه كثيرة مشهورة، رضى الله عنه.

٢٨٣ - العباس بن مرداس الصحابى، رضى الله عنه (٢) :

مذكور فى المختصر فى قسم الفىء. هو أبو الهيثم. وقيل: أبو الفضل العباس بن مرداس بن أبى عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن حيى بن الحارث بن بهثة بن سليم بن منصور السلمى، وقيل فى نسبه غير هذا. أسلم قبل فتح مكة بسنتين، وكان من المؤلفة، وممن حسن إسلامه منهم، وكان شاعرًا، محسنًا، وشجاعًا، مشهورًا. قالوا: وكان ممن حرَّم الخمر فى الجاهلية، وممن حرمها فى الجاهلية أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعثمان بن مظعون، وعبد الرحمن بن عوف، وقيس بن عاصم، رضى الله عنهم.

قال ابن عبد البر فى الاستيعاب: وحرَّمها قبل هؤلاء عبد المطلب بن هاشم، وعبد الله بن جدعان، وشيبة بن ربيعة، وورقة بن نوفل، والوليد بن المغيرة بن الظرب. قال: ويقال: هو أول مَن حرمها فى الجاهلية على نفسه، ويقال: بل عفيف بن معد يكرب قعبدى.

قال الحافظ عبد الغنى فى كتابه الكمال: وقد حرَّمها مقيس بن ضبابة بعد أن شربها، وهو المقتول كافرًا يوم الفتح، يعنى لارتداده بعد الصحبة. قال ابن عبد البر: وكان مرداس أبو العباس هذا شريكًا ومصافيًا لحرب بن أمية، يعنى والد أبى سفيان، وقتلتهما جميعًا الجن، وخبرهما معروف عند أهل الأخبار.

قال: وذكروا أن ثلاثة نفر ذهبوا على وجوههم، فهاموا ولم يوجدوا، ولم يسمع لهم بأثر: طالب بن أبى طالب، وسنان بن حارثة، ومرداس بن أبى عامر أبو عباس بن مرداس، وكان عباس بن مرداس ينزل البادية بناحية، وقيل: قدم دمشق وابتنى بها دارًا، والله أعلم.

٢٨٤ -


(١) حديث المطلب بن ربيعة: أخرجه ابن أبى شيبة (٦/٣٨٢، رقم ٣٢٢١١) ى، وأحمد (٤/١٦٥، رقم١٧٥٥١) ، والترمذى (٥/٦٥٢، رقم ٣٧٥٨) وقال: حسن صحيح. والنسائى فى الكيرى (٥/٥١، رقم ٨١٧٦) ، وفى الحديث أن العباس دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أغضبك قال يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك قال فغضب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى احمر وجهه وحتى استدر عرق بين عينيه وكان إذا غضب استدر فلما سرى عنه. فذكره.
حديث العباس: أخرجه الحاكم (٣/٣٧٦، رقم ٥٤٣٣) . وأخرجه أيضا: البزار (٤/١٤٠، رقم ١٣١٥) .
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد (٤/٢٧١، ٧/٣٣) والتاريخ الكبير للبخارى (٧/٢) والجرح والتعديل (٦/١١٥٢) والكنى للدولابى (١/٩٣) والاستيعاب (٢/٨١٧) وأسد الغابة (٣/١١٢) وتهذيب التهذيب لابن حجر (٥/١٣٠) والإصابة (٢/٤٥١١) . تقريب التهذيب (٣١٩٠) ، وقال: “صحابي مشهور أسلم بعد يوم الأحزاب وسكن البصرة بعد ذلك د ق”..

<<  <  ج: ص:  >  >>