أغصان الشجرة عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. سكن المدينة، ثم تحول إلى البصرة، وابتنى بها دارًا قرب الجامع، وكان أحد البكائين الذين نزل فيهم قوله تعالى:{وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ}[التوبة: ٩٢] . وكان أحد العشرة الذين بعثهم عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، إلى البصرة يفقهون الناس، وهو أول من دخل مدينة تستر حين فتحها المسلمون.
رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثلاثة وأربعون حديثًا، اتفق البخارى ومسلم منها على أربعة، وانفرد البخارى بحديث، ومسلم بآخر. روى عنه جماعات من التابعين، منهم الحسن البصرى، وأبو العالية، ومطرف، ويزيد ابنا عبد الله، وآخرون. وتوفى بالبصرة سنة ستين، وقيل: سنة تسع وخمسين، وصلى عليه أبو برزة الأسلمى لوصيته بذلك.
رُوى له فى المهذب فى باب الاستطابة: “لا يبولن أحدكم فى مستحمه”، وهو حديث حسن، وفى مواقيت الصلاة فى النهى عن تسمية المغرب عشاء، رواه البخارى، وفى طهارة البدن النهى عن الصلاة فى أعطان الإبل، وهو صحيح أيضًا، وفى إحياء الموات حديثًا ضعيفًا، وفى كتاب السير حديث دلى جراب شحم يوم خيبر، رواه البخارى ومسلم.
٣٣٥ - عبد الله بن نافع (١) :
مذكور فى المختصر فى أول صدقة النخل والعنب. هو أبو محمد عبد الله بن نافع الصائغ المدنى القريشى المخزومى مولاهم. سمع مالكًا، وابن أبى ذؤيب، وداود بن قيس، وهشام بن عروة، وغيرهم. روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن دحيم، ومحمد بن يحيى الذهلى.
قال أحمد بن حنبل: لم يكن صاحب حديث، وكان صاحب رأى مالك، كان يفتى أهل المدينة، ولم يكن فى الحديث بذاك. وقال البخارى: يعرف حفظه وينكر. وقال يحيى ابن معين: هو ثقة. وقال ابن عدى: روى عن مالك غرائب، وهو مستقيم الحديث. وقال ابن سعد: كان قد لزم مالك بن أنس لزومًا شديدًا، وكان لا يقدم عليه أحدًا. توفى
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/٤٣٨) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٥/٦٨٧) ، والجرح والتعديل (٥/٨٥٦) ، وسير أعلام النبلاء (١/٣٧١) ، وميزان الاعتدال (٢/٤٦٤٧) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٦/٥١، ٥٢) . تقريب التهذيب (٣٦٥٩) ، وقال: “ثقة صحيح الكتاب في حفظه لين من كبار العاشرة مات سنة ست ومائتين وقيل بعدها بخ م ٤”..