للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راحلة، وكان عامة ماله التجارة. وفى كتاب الترمذى أن عبد الرحمن بن عوف أوصلا لأمهات المؤمنين بحديقة بيعت بأربعمائة ألف. قال الترمذى: حديث حسن صحيح.

وقال عروة بن الزبير: أوصى عبد الرحمن بخمسين ألف دينار فى سبيل الله تعالى. وقال الزهرى: أوصى عبد الرحمن لمن بقى ممن شهد بدرًا لكل رجل بأربعمائة دينار، وكانوا مائة فأخذوها، وأخذها عثمان فيمن أخذ، وأوصى بألف فرس فى سبيل الله. ولما توفى قال على بن أبى طالب، رضى الله عنه: اذهب يا ابن عوف، أدركت صفوها، وسبقت كدرها. وكان سعد بن أبى وقاص فيمن حمل جنازته وهو يقول: واجبلاه.

وخلف مالاً عظيمًا من ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدى الرجال منها، وترك ألف بعير ومائة فرس، وثلاثة آلاف شاة ترعى، وكان له أربع نسوة صالحت امرأة منهن عن نصيبها بثمانين ألفًا.

وكان أبيض مشربًا حمرة، حسن الوجه، رقيق البشرة، أعين، أهدب الأشفار، أقنى، له جمة، ضخم الكفين، غليظ الأصابع، لا يغير شعره. توفى سنة ثنتين وثلاثين، وقيل: سنة إحدى وثلاثين، وهو ابن ثنتين وسبعين، وقيل: خمس وسبعين، وقيل: ثمان وسبعين، ودفن بالبقيع.

قال ابن قتيبة: ولد عبد الرحمن: محمد، وإبراهيم، وحميد، وزيد، أمهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط، وأبو سلمة الفقيه أمه تماضر، ومصعب أمه يمانية، وسهيل أمه يمانية، وعثمان، والمسور، وعمر، وغيرهم، وبنات.

٣٥٨ - عبد الرحمن بن غنم:

تكرر فى باب الجزية من المهذب. هو عبد الرحمن بن غنم بن كريب بن هانىء بن ربيعة بن عارم بن عدى بن وائل بن ناجية بن الحنبل بن جماهر بن أدغم بن الأشعر الأشعرى. ذكره ابن يونس، وابن منده، وآخرون فى الصحابة. وأنكر ابن أبى حاتم وآخرون صحبته، وقالوا: هو تابعى مخضرم، وكان مسلمًا فى عهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يره. وقال الأولون: قدم على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى السفينة مع أبى موسى الأشعرى وأصحابه، كان يسكن فلسطين، وقدم دمشق.

قال ابن يونس: وقدم مصر مع مروان بن الحكم سنة خمس وستين. روى عن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلاً، وسمع عمر بن الخطاب، وعليًا، ومعاذًا، وأبا الدرداء،

<<  <  ج: ص:  >  >>