أبى ليلى، واسم أبى ليلى يسار، وقيل: بلال، وقيل: بليل، وقيل: داود الأنصارى الأوسى الكوفى. وأبو ليلى صحابى شهد أُحُدًا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ثم انتقل إلى الكوفة فسكنها، وحضر مع على بن أبى طالب، رضى الله عنه، مشاهده، وقُتل معه بصفين.
وأما ابنه عبد الرحمن صاحب الترجمة، فتابعى جليل كبير، ولد لست سنين بقيت من خلافة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه. روى عن عمر، وعثمان، وعلى، وسعد، وأُبىّ ابن كعب، وابن مسعود، وأبى ذر، وحذيفة، وابن عمر، والمقداد، وأبى أيوب، وابى الدرداء، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك، وكعب بن عجرة، وصهيب، وخوات بن جبير، وأبى موسى، والبراء بن عازب، وسهل بن حنيف، وأبى سعيد الخدرى، وسمرة ابن جندب، وأبى جحيفة، وعبد الله بن زيد، وقيس بن سعد، وأبيه أبى ليلى، وأم هانىء، رضى الله عنهم. روى عنه ابنه عيسى، ومجاهد، وثابت، والحكم، والشعبى، وابن سيرين، وعمرو بن ميمون، وعمرو بن مرة، وآخرون من التابعين. واتفقوا على توثيقه وجلالته.
قال يحيى بن معين: لم يسمع عبد الرحمن بن أبى ليلى عمر بن الخطاب ولم يره، فقيل له: الحديث المروى: كنا مع عمر تتراءى الهلال؟ فقال: ليس بشىء. وقال الشافعى وغيره: لم يدرك ابن أبى ليلى بلالاً؛ لأن بلالاً توفى سنة عشرين بالشام، وولد ابن أبى ليلى قبل ذلك بنحو سنة بالكوفة.
وقال عطاء بن السائب: قال عبد الرحمن بن أبى ليلى: أدركت عشرين ومائة من أصحاب النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كلهم من الأنصار. وقال عبد الملك بن عمير: رأيت عبد الرحمن بن أبى ليلى فى حلقة فيها نفر من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يستمعون لحديثه، وينصتون له، منهم البراء بن عازب، وقال عبد الله بن الحارث: ما شعرت أن النساء ولدن مثل عبد الرحمن بن أبى ليلى. توفى سنة ثلاث وثمانين.
٣٦٢ - عبد الرحمن بن مهدى (١) :
مذكور فى المهذب فى مسألة الكفاءة فى النكاح. هو الإمام عبد الرحمن بن مهدى ابن حسان بن عبد الرحمن، أبو سعيد العنبرى، وقيل: الأزدى، مولاهم البصرى اللؤلؤى. إمام أهل الحديث فى عصره،
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/٢٩٧) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٥/١١٢٣) ، والجرح والتعديل (٥/١٣٨٢) ، وسير أعلام النبلاء (٩/١٩٢) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٦/٢٧٩ - ٢٨١) . تقريب التهذيب (٤٠١٨) ، وقال: “ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال والحديث قال ابن المديني ما رأيت أعلم منه من التاسعة مات سنة ثمان وتسعين [ومائة] وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ع”.