والمعول عليه فى علوم الحديث ومعارفه. سمع أبا خلدة خالد بن دينار، وأيمن بن نائل، ومالك بن مغول، ومالك بن أنس، والسفيانين، وشعبة، والماجشون، والحمادين، وخلائق من الأعلام.
روى عنه ابن وهب، وأحمد بن حنبل، وابن معين، وابن المدينى، وأبو خيثمة، وإسحاق بن راهويه، وابنا أبى شيبة، والقواريرى، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وعمرو ابن على، وأبو ثور، وسوار بن عبد الله القاضى العنبرى، وخلائق غيرهم.
روينا عن على بن المدينى، قال غير مرة: والله لو أخذت وحلفت بين الركن والمقام لحلفت بالله أنى لم أر قط أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدى. قال على: وكان عبد الرحمن يختم فى كل ليلتين، وكان ورده فى كل ليلة نصف القرآن.
وقال ابن معين: ما رأيت رجلاً أثبت فى الحديث من ابن مهدى. وقال على بن المدينى: أعلم الناس بالحديث ابن مهدى. وقال أحمد بن حنبل: كأن ابن مهدى خلق للحديث. وقال عبد الرحمن بن مهدى: لا يجوز أن يكون الرجل إمامًا حتى يعلم ما يصح وما لا يصح، وحتى لا يحتج بكل شىء، وحتى يعلم مخارج العلم.
وروينا عن محمد بن أبى صفوان، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول: كتب عنى الحديث وأنا فى حلقة مالك بن أنس. وروينا عن البخارى، قال: سمعت على بن المدينى يقول: جاء رجل إلى ابن مهدى، فقال: يا أبا سعيد، إنك تقول: هذا ضعيف، وهذا قوى، وهذا لا يصح، فعم تقول ذاك؟ فقال ابن مهدى: لو أتيت الناقد فأريته دراهم، فقال: هذا جيد، وهذا جيد، وهذا ستّوق، وهذا يهرج، أكنت تسأله عم ذاك أم تسلم الأمر إليه؟ فقال: بل كنت أسلم الأمر إليه، فقال ابن مهدى: هذا كذاك، هذا بطول المجالسة والمناظرة والمذاكرة والعلم به.
وروينا عن يحيى بن عبد الرحمن بن مهدى، قال: كان أبى يحيى الليل كله. ومناقبه كثيرة مشهورة. ولد سنة خمس وثلاثين ومائة، وتوفى سنة ثمان وتسعين ومائة، رحمه الله.
٣٦٣ - عبد الرحمن بن هرمز الأعرج (١) :
أبو داود الأعرج المشهور بالرواية عن أبى هريرة، تكرر ذكره فى المختصر. هو تابعى مدنى قريشى، مولى ربيعة بن
(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/١٨٣ - ١٨٤) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٥/١١٤٤) ، والجرح والتعديل (٥/١٤٠٨) ، وسير أعلام النبلاء (٥/٦٩) ، وتاريخ الإسلام (٤/٢٧٥) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٦/٢٩٠ - ٢٩١) . تقريب التهذيب (٤٠٣٣) ، وقال: "ثقة ثبت عالم من الثالثة مات سنة سبع عشرة ع".