للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاحتجاج به عن أبيه عن جده كما قاله الأكثرون كما سبق، فاختار فى المهذب هذا المذهب المختار، والله أعلم.

٤٥٣ - عمرو بن العاصى الصحابى (١) :

تكرر فيها كثيرًا، والجمهور على كتابة العاصى بالياء، وهو الفصيح عند أهل العربية، ويقع فى كثير من كتب الحديث والفقه أو أكثرها بحذف الياء، وهى لغة، وقد قرىء فى السبع نحوه كالكبير المتعالى والداع ونحوهما.

هو أبو عبد الله، ويقال: أبو محمد عمرو بن العاصى بن وائل بن هاشم بن سعيد، بضم السين وفتح العين، ابن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى السهمى. أسلم عام خيبر أول سنة سبع، وقيل: أسلم فى صفر سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر، وقيل غير ذلك، وقدم على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة فأسلموا، ثم أمره رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى غزوة ذات السلاسل على جيش هم ثلاثمائة، فلما دخل بلادهم استمده فأمده بجيش من المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر، وعمر، وأميرهم أبو عبيدة بن الجراح، رضى الله عنهم، وقال لأبى عبيدة: “لا تختلفا”.

واستعمله رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على عمان، فلم يزل عليها حتى توفى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. ثم أرسله أبو بكر، رضى الله عنه، أميرًا إلى الشام، فشهد فتوحه، وولى فلسطين لعمرو بن الخطاب، رضى الله عنه. ثم أرسله عمر فى جيش إلى مصر ففتحها، ولم يزل واليًا عليها حتى توفى عمر، ثم أقره عثمان عليها أربع سنين ثم عزله، فاعتزل عمرو بفلسطين، وكان يأتى المدينة أحيانًا، ثم استعمله معاوية على مصر، فبقى عليها حتى توفى واليًا عليها، ودفن بها، وكانت وفاته ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وأربعين، وقيل: ثنتين، وقيل: أربع، وقيل: ثمان، وقيل: إحدى وخمسين، والأول أصح، وكان عمره سبعين سنة، وصلى عليه ابنه عبد الله، وكان من أبطال العرب ودهاتهم، وكان قصيرًا، وذا رأى.

ولما حضرته الوفاة قال: اللهم أمرتنى فلم أأتمر، ونهيتنى فلم أنزجر، ولست قويًا فأنتصر، ولا برئيًا فأعتذر، ولا مستكبرًا، بل مستغفرًا، لا إله إلا أنت، فلم يرل يرددها حتى توفى.


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٤/٢٥٤، ٧/٤٩٣) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٦/٢٤٧٥) ، والجرح والتعديل (٦/١٣٤٢) ، والاستيعاب (٣/١١٨٤) ، وأسد الغابة (٤/١١٥) ، وسير أعلام النبلاء (٣/٥٤) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٨/٥٦، ٥٧) ، والإصابة (٣/٥٨٨٢) . تقريب التهذيب (٥٠٥٣) ، وقال: “الصحابي المشهور أسلم عام الحديبية وولي إمرة مصر مرتين وهو الذي فتحها مات بمصر سنة نيف وأربعين وقيل بعد الخمسين ع”..

<<  <  ج: ص:  >  >>