للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معين قال: إذا حدث عن أبيه عن جده فهو كتاب. قال: فمن هاهنا جاء ضعفه. وسُئل أبو حاتم الرازى: أيما أحب إليك عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أو بهز بن حكيم عن أبيه عن جده؟ فقال: عمرو أحب إلىَّ.

وقال أبو زرعة: روى عنه الثقات، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه، عن جده، وإنما سمع أحاديث كثيرة وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها. وقال أبو زرعة أيضًا: هو ثقة يُحتج به. وفى رواية عنه قال: هو واهى الحديث. وقال الدارمى: هو ثقة روى عنه الذين نظروا فى أحوال الرجال كايوب، والزهرى، والحكم، قال: واحتج أصحابنا بحديثه. وقال جرير: كان مغيرة لا يعبأ بصحيفة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وقال سفيان بن عيينة: حديثه عن أبيه عن جده عند الناس فيه شىء.

وقال ابن عدى: قال أبو داود: قال أحمد بن حنبل: أصحاب الحديث إذا شاءوا احتجوا بحديثه عن أبيه عن جده، وإذا شاءوا تركوه. وقال إسحاق بن راهويه: عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده كأيوب عن نافع عن ابن عمر. وقال ابن عدى: روى عنه أئمة الناس وثقاتهم، ولكن أحاديثه عن أبيه عن جده مع احتمالهم إياه لم يدخلوها فى الصحاح. وأنكر بعضهم سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو، وقال: إنما سمع أباه محمد بن عبد الله بن عمرو، فتكون رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرسلة، وهذا إنكار ضعيف، وأثبت الدارقطنى وغيره من الأئمة سماع شعيب من عبد الله، وقال أبو بكر النيسابورى: صح سماع شعيب من جده عبد الله.

واعلم أن الشيخ أبا إسحاق الشيرازى صاحب التنبيه والمهذب قال فى كتاب اللمع فى الأصول: لا يجوز الاحتجاج بعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده؛ لاحتمال أن المراد جده الأدنى، وهو محمد، فيكون مرسلاً، وكذا قال غيره من أصحابنا: لا يجوز الاحتجاج به، وقد أكثر صاحب المهذب فى المهذب من الاحتجاج به، وهذا مما يُنكر عليه، وجوابه أن الصحيح المختار صحة

<<  <  ج: ص:  >  >>