للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة، وما قلت برأيى منذ أربعين سنة. وقدم قتاد على ابن المسيب فسأله أيامًا فأكثر، فقال: تحفظ كل ما سئلتنى عنه؟ قال: نعم، سألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وسألتك عن كذا فقلت فيه كذا، وقال فيه الحسن كذا، فذكر حديثًا كثيرًا، فقال ابن المسيب: ما كنت أظن الله خلق مثلك.

وذكره أحمد بن حنبل، فأطنب فى الثناء عليه، ونشر من علمه، وفقهه، ومعرفته بالتفسير والاختلاف وغير ذلك، وقلّ من يتقدمه. قال: وكان أحفظ أهل البصرة ولا يسمع شيئًا إلا حفظه. وقرأت عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها. وكان من العلماء.

وقال عبد الرحمن بن مهدى: قتادة أحفظ من خمسين مثل حميد. وقال أبو حاتم: أكبر أصحاب الحسن: قتادة، وأثبت أصحاب أنس: الزهرى، ثم قتادة. توفى قتادة سنة سبع عشرة، وقيل: ثمان عشرة ومائة، وهو ابن ست وخمسين، وقيل: سنة خمس وخمسين، رضى الله عنه.

٥٠٤ - قتادة بن النعمان الصحابى، رضى الله عنه (١) :

هو أبو عمرو، وقيل: أبو عمر، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو عثمان، قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن ألأوس الأنصارى الأوسى الظفرى المدنى، وهو أخو أبى سعيد الخدرى لأمه.

شهد قتادة مع النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - العقبة، وأُحُدًا، وبدرًا، والخندق، وسائر المشاهد، وقلعت عينه يوم أُحُد، وقيل: يوم بدر، وقيل: يوم الخندق. قال ابن عبد البر: الأصح يوم أُحُد، فردَّها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وكانت أحسن عينيه. وروينا أيضًا أنها صارت لا تُعرف، ولا يدرى أيهما التى كانت ذهبت، وكانت قد سالت على خده، وقيل: صارت فى يده. وروى الأصمعى، عن أبى معشر، قال: قدم عمر بن عبد العزيز رجل من ولد قتادة بن النعمان، فقال: ممن الرجل؟ فقال:

فردت بكف المصطفى أحسن الرد

فيا حسن ما عين ويا حسن ما رد

أنا ابن الذى سالت على الخد عينه

فعادت كما كانت لأول أمرها

فقال عمر، رضى الله عنه:


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/٤٥٢) والتاريخ الكبير للبخارى (٧/٨٢٣) والجرح والتعديل (٧/٧٥٣) والاستيعاب (٣/١٢٧٤) وأسد الغابة (٤/١٩٥) وسير أعلام النبلاء (٢/٣٣١) والإصابة (٣/٧٠٧٦) وتهذيب التهذيب (٨/٦٣٨) . تقريب التهذيب (٥٥٢١) ، وقال: “الظفري بمعجمة وفاء مفتوحتين صحابي شهد بدرا وهو أخو أبي سعيد لأمه مات سنة ثلاث وعشرين على الصحيح خ ت س ق”..

<<  <  ج: ص:  >  >>