ماسرجس. قال أبو سعد السمعانى: هو ابن بنت أبى على الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابورى. وأبو على هذا سمع ابن المبارك، وابن عيينة، ووكيعًا، وغيرهم. سمع منه أحمد بن حنبل، والبخارى، ومسلم، وغيرهم، وغلبت هذه النسبة على أولاده وأعقابه.
قال السمعانى: كان أبو الحسن الماسرجسى إمامًا من الفقهاء الشافعية، من أعلم الناس بالمذهب وفروع المسائل، تفقه بخراسان، والعراق، والحجاز، وصحب أبا إسحاق المروزى إلى أن مات، وسمع الحديث من خالد المؤمل بن الحسن بن عيسى، وأصحاب المزنى، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى، وغيرهم. وسمع منه الحاكم أبو عبد الله، والقاضى أبو الطيب الطبرى، وغيرهما.
توفى عشية الأربعاء، ودفن عشية الخميس سادس جمادى الآخرة، سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وهو ابن ست وثمانين سنة، وهذا المذكور فى وفاته هو لفظ الحاكم فى تاريخ نيسابور.
ومن أجلَّ من تفقه عليه الماسرجسى: أبو إسحاق المروزى، ومن أجلَّ من تفقه على الماسرجسى: القاضى أبو الطيب الطبرى، وهو أحد أجدادنا فى سلسلة الفقه المتصلة برسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما سبق بيانه فى مقدمة هذا الكتاب.
ومن طرق أخبار الماسرجسى ما حكاه عنه الرافعى وغيره فى كتاب الديات، قال: رأيت صيادًا يرى الصيد على فرسخين. وقد نقلته فى الروضة. وروينا فى تاريخ دمشق فى ترجمة الماسرجسى عن المصنف الحافظ أبى القاسم بن عساكر، رحمه الله، قال: سمع الماسرجسى بدمشق الحسن بن جذلم، وبمكة أبا سعيد بن الأعرابى، وبمصر أبا طالب عمر بن الربيع بن سليمان، وآخرين سماهم الحافظ، وبنيسابور جماعات سماهم، وبالرى محمد بن عيسى، وببغداد جماعات كثيرين سماهم، وبالكوفة وبالبصرة سمع أبا بكر بن داسة، وبواسط وبالرقة وبحلب جماعات، وبهمذان وطوس. روى عنه الحاكم أبو عبد الله، وأبو نعيم، وأبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن، وغيرهم من الأئمة.
قال الحاكم أبو عبد الله: كان الماسرجسى أحد أئمة الشافعيين بخراسان، وكان من أعرف أصحابه بالمذهب، وترتيبه، وفروعه، تفقه بخراسان والعراق والحجاز، وسحب أبا إسحاق المروزى إلى مصر، ولزمه حتى دفته، ثم انصرف إلى بغداد، وكان خليفة