بن عيسى بن إبراهيم بن بشير الحنفى العجلى، الإمام الهمام، أبو سهل الفقيه، الأديب، اللغوى، النحوى، الشاعر، المتكلم، المفسر، المفتى، الصوفى، الكاتب، العروضى، خير زمانه، وبقية أقرانه، رضى الله عنه.
ولد سنة ست وتسعين ومائتين، وسمع أول سماعه سنة خمس وثلاثمائة، وطلب الفقه، وتبحر فى العلوم قبل خروجه إلى العراق بسنتين، فإنه ناظر فى مجالس أبى الفضل البلعمى الوزير سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وكان يقوم فى المجالس إذ ذاك.
ثم خرج إلى العراق سنة ثنتين وعشرين وثلاثمائة، وهو إذ ذاك أوحد بين أصحابه، ثم دخل البصرة، ودرس بها، إلى أن استدعى إلى أصبهان، ثم انتقل إلى نيسابور، ودرس، وأفتى، ورأس أصحابه بنيسابور ثنتين وثلاثين سنة. ومن جملة شيوخه فى المذهب أبو إسحاق المروزى.
قال أبو إسحاق المروزى: ذهبت الفائدة من مجلسنا بعد خروج أبى سهل النيسابورى. وقال الصاحب بن عباد: لا نرى مثل أبى سهل، ولا أرى هو مثل نفسه. وقال أبو بكر الصيرفى: خرج أبو سهل إلى خراسان، ولم ير أهل خراسان مثله.
وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازى فى طبقاته: كان أبو سهل صاحب أبى إسحاق المروزى، وتوفى فى آخر سنة تسع وستين وثلاثمائة، وعنه أخذ الفقه أبو الطيب وفقهاء نيسابور.
وقال أبو سعد السمعانى فى الأنساب: الصعلوكى منسوب إلى الصعلوك. قال: وكان أبو سهل هذا إمام عصره بلا مدافعة، المرجوع إليه فى العلوم، تفقه على أبى على الثقفى بنيسابور. قال: وسمع بخراسان أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وبالرى عبد الرحمن بن أبى حاتم، وببغداد الحسين بن إسماعيل