خروجه إلى اليمن. وفى رواية: فقرأته عليه، وربما قال لى فى شىء قد مرَّ: أعد حديث كذا، فأعيده حفظًا، وكأنه أعجبه، فقال: أنت يجب أن تكون قاضيًا. وفى هذه الرواية: أتيته وأنا ابن ثلاث عشرة سنة.
وقال شيخه سفيان بن عيينة، وقد قرىء عليه حديث فى الرقائق، فغشى على الشافعى، فقيل: قد مات الشافعى، فقال سفيان: إن كان قد مات فقد مات أفضل أهل زمانه. وقال أحمد بن محمد ابن بنت الشافعى: سمعت أبى وعمى يقولان: كان ابن عيينة إذا جاءه شىء من التفسير والفتيا التفت إلى الشافعى، وقال: سلوا هذا. وقال على بن المدينى: كان الشافعى لما عرفته عند ابن عيينة، وكان ابن عيينة يعظمه ويجله، وفسر الشافعى عند ابن عيينة حديثًا أشكل على سفيان، فقال له سفيان: جزاك الله خيرًا، ما يجيئنا منك إلا ما تحب.
وقال الحميدى صاحب سفيان: كان سفيان بن عيينة، ومسلم بن خالد، وسعيد بن سالم، وعبد الحميد بن عبد العزيز شيوخ مكة يصفون الشافعى ويعرفونه من صغره، مقدمًا عندهم بالذكاء والعقل والصيانة، ويقولون: لم نعرف له صبوة. وقال الحميدى: سمعت مسلم بن خالد يقول للشافعى: قد والله آن لك أن تفتى، والشافعى ابن خمس عشرة سنة.
وقال يحيى بن سعيد القطان إمام المحدثين فى زمانه: أنا أدعو الله للشافعى فى صلاتى من أربع سنين. وقال القطان حين عرض عليه كتاب الرسالة للشافعى: ما رأيت أعقل أو أفقه منه.
وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدى، المقدم فى عصره فى علمى الحديث والفقه حين جاءته رسالة الشافعى، وكان طلب من الشافعى أن يصنف كتاب الرسالة، فأثنى عليه ثناء جميلاً، وأعجب بالرسالة إعجابًا كثيرًا، وقال: ما أصلى صلاة إلا أدعو للشافعى. وبعث أبو يوسف القاضى إلى الشافعى حين خرج من عند هارون الرشيد يقرئه السلام ويقول: صَنِّف الكتب، فإنك أولى من يُصَنِّف فى هذا الزمان.
وقال أبو حسان الرازى: ما رأيت محمد بن الحسن يعظم أحدًا من أهل العلم تعظيمه للشافعى، رحمه الله. وقال أيوب بن سويد الرملى، وهو أحد شيوخ