للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشافعى، ومات قبل الشافعى بإحدى عشرة سنة: ما ظننت أنى أعيش حتى أرى مثل الشافعى. وقال البويطى: قال يحيى بن حسان: ما رأيت مثل الشافعى، وكان شديد المحبة للشافعى، قدم مصر، وقال: إنما جئت لأسلم على الشافعى.

وقال محمد بن على المدينى: قال لى أبى: لا تترك حرفًا للشافعى إلا أكتبه. وقال يحيى ابن معين، وقد سُئل عمن يكتب كتب الشافعى؟ فقال: عن الربيع. وقال قتيبة بن سعيد: مات الثورى ومات الورع، ومات الشافعى وماتت السنن، ويموت أحمد بن حنبل وتظهر البدع. وقال قتيبة: لو وصلتنى كتب الشافعى لكتبتها، ما رأت عيناى أكيس منها. وقال مصعب بن عبد الله الزبيرى: ما رأيت أعلم بأيام الناس من الشافعى.

وقال أحمد بن حنبل، رحمه الله: إذا جاءت المسألة ليس فيها أثر، فافت فيها بقول الشافعى. وقال أحمد أيضًا: ما تكلم فى العلم أقل خطأ ولا أشد أخذًا بسنة النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الشافعى. وقال أحمد بن حنبل وقد سُئل عن الشافعى: لقد منَّ الله به علينا، لقد كنا تعلمنا كلام القوم وكتبنا كتبهم، حتى قدم علينا الشافعى، فلما سمعنا كلامه علمنا أنه أعلم من غيره، وقد جالسناه الأيام والليالى، فما رأينا منه إلا كل خير، رحمة الله عليه.

وقال الزعفرانى: ما ذهبت إلى الشافعى قط مجلسًا إلا وجدت أحمد بن حنبل فيه. وقال صالح بن أحمد بن حنبل: ركب الشافعى حماره، فسار أبى يمشى إلى جانبه وهو يذاكره، فبلغ ذلك يحيى بن معين، فبعث إليه أبى فى ذلك، فبعث إليه أبى: إنك لو كنت فى الجانب الآخر من الحمار لكان خيرًا لك.

وقال الفضيل بن زياد: قال أحمد بن حنبل: هذا الذى ترون كله أو عامته من الشافعى، ما بت مدة أربعين سنة، أو قال: ثلاثين سنة، إلا وأدعو الله للشافعى وأستغفر له. وفى رواية غير الفضيل: إنى لأدعو للشافعى فى صلاتى من أربعين سنة أقول: اللهم اغفر لى ولوالدى ولمحمد بن إدريس الشافعى، فما كان فيهم أتبع لحديث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منه. وفى رواية: ما أعلم أحدًا أعظم منة على الإسلام فى زمن الشافعى من الشافعى.

وقال أحمد: ما أحد مس بيده محبرة وقلمًا إلا وللشافعى فى عنقه منة. وقال محفوظ ابن أبى توبة: كنا بمكة وأحمد بن حنبل جالس عند الشافعى، فحدث ابن عيينة، فقال: هذا يفوت وذاك لا يفوت، وجلس عند الشافعى.

<<  <  ج: ص:  >  >>