يكن فى آل شافع بعد الإمام الشافعى أجلّ منه، وقد ذكرت حاله فى كتاب طبقات الفقهاء مستوفًا، ولله الحمد.
قلت: وانفرد ابن بنت الشافعى هذا بمسائل غريبة، منها قوله: إن المبيت بالمزدلفة ركن فى الحج، وقد وافقه عليه ابن خزيمة من أصحابنا. ومنها قوله: إن الذهاب من الصفا إلى المروة والرجوع يحسب مرة واحدة، والمعروف فى المذهب أنهما مرتان، وقد وافقه أبو حفص بن الوكيل، وأبو بكر الصيرفى.
ومنها فى ذات التلفيق: إذا جاوزوهما ستة عشر يومًا، وقد وافقه فى هذا الخضرى وغيره، وقد أوضحتها كلها فى الروضة. ومنها قوله: إن المعتدة بالشهور إذا انكسر منها شهر انكسرت كلها، وقد ذكره فى المهذب. ومنها أنه لم يعتبر النصاب فى قطع السارق. ومنها أنه قال: المرتضع من لبن رجل لا يصير ابنه، وهو غلط، والصواب الذى عليه العلماء أنه يصير للأحاديث الصحيحة. وقد ذكرت مذهبه فى الروضة.
٩٩٠ - ابن البيلمانى: فى المختصر فى أول الخراج.
٩٩١ - ابن جريج:
تكرر فى المختصر، وهو مذكور فى المهذب والوسيط فى حديث القلتين، وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، بجيم مكررة الأولى مضمومة، القريشى الأموى، مولاهم المكى، أبو الوليد، ويقال: أبو خالد. وهو من تابعى التابعين.
سمع طاووسًا، وعطاء بن أبى رباح، ومجاهدًا، وابن مليكة، ونافعًا مولى ابن عمر، ويحيى بن سعيد الأنصارى، والزهرى، وخلائق من التابعين. روى عنه الأنصارى، وهو وشيخه تابعى، والأوزاعى، والثورى، وابن عيينة، والليث، وابن علية، ويحيى القطان الأموى، ووكيع، وخلائق لا يحصون.
قال أحمد بن حنبل: أول مَن صَنَّف الكُتب ابن جريج، وابن أبى عروبة. وقال عطاء ابن أبى رباح: سيد أهل الحجاز ابن جريج. وقال عبد الرزاق: كنت إذا رأيت ابن جريج يصلى علمت أنه يخشى الله عز وجل. وأقوال العلماء من السلف والخلف فى الثناء عليه وذكر مناقبه أكثر من أن تُحصر، وتوفى سنة خمسين ومائة، هذا قول الأكثرين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وقيل: تسع وأربعين، وقيل: سنة ستين، وقد جاوز المائة.