من السنن المفعولة في عهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فما بعده، وذلك كالاستعاذة في الصلاة والبسملة هذا آخر كلامه.
وروى البيهقي بإسناده في “مناقب الشافعي” عن الشافعي رضي الله عنه قال: المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتابًا أو سنة أو أثرًا أو إجماعًا، فهذه البدعة الضلالة، والثانية: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من العلماء، وهذه محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان: نعمت البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت ليس فيها رد لما مضى، هذا آخر كلام الشافعي رضي الله تعالى عنه.
بدا: بلا همزة، قال أهل اللغة: بدا الشيء يبدو بدوا بتشديد الواو، كقعد قعودًا، أي ظهر، وابتديته أظهرته، وبدا القوم بَدْوًا خرجوا إلى البادية، كقتلوا قتلاً، وبداله في الأمر بلا همزة بَدَاءً وبدًا بالمد والقصر حكاه عياض أي حدث له فيه رأي لم يكن، وهو ذو بَدَوَاتٍ أي يتغير رأيه، ومنه قوله في مسح الخف امسح سبعًا، وما بدالك والبَدَاءُ محال على الله تعالى بخلاف النسخ، والْبَدوُ والبادية بمعنى. ومنه الحديث في باب صلاة الجماعة “ما من ثلاثة في قرية أو بَدْوٍ”. والنسب إليه بدوي، وفي الحديث “من بدا جفا” أي من نزل البادية صار فيه جفاء الأعراب، والبداوة الإقامة في البادية. قال الجوهري: بكسر الباء وفتحها، وهي خلاف الحضارة. قال: قال ثعلب: لا أعرف فتحها إلا عن أبي زيد وحده، والنسبة إليه بداوي وباداه بالعداوة أي جاهره، وتبادوا بالعداوة تجاهروا، وتبدى أقام بالبادية، وتبادى تشبَّه بأهل البادية، وأهل المدينة يقولون: بدينا بمعنى بدأنا، هذا كله كلام الجوهري.
بذرق: قوله في أول الحج من “الوسيط” و“الوجيز” وجد بَذْرَقة بأجرة يعني خفيرًا، وهي لفظة عجمية عربت، وهو بفتح الباء وإسكان الذال وفتح الراء وبعدها قاف ثم هاء والذال معجمة.
وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: يقال بالدال المهملة وبالمعجمة وقوله في محرم المرأة يبذرقها أي يخفرها.
برا: قال الإمام أبو القاسم الرافعي: الاستبراء عبارة عن التربص الواجب بسبب ملك اليمين حدوثًا أو زوالاً، خص بهذا الاسم لأن هذا التربص مُقَدَّرٌ بأقل ما يَدُل على البراءة من غير تكرر، وخص