للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التربص الواجب بسبب النكاح باسم العدة اشتقاقًا من العدد لما فيه من التعدد. قاله المتولي في “التتمة” ويقال: بَرَأت من المرض، وبرئت منه، وبروت، وأبرأته من الدين فبرأ منه.

برح: البارحة اسم الليلة الماضية، وقال ثعلب والجمهور: لا يقال البارحة إلا بعد الزوال، ويقال فيما قبله الليلة. وقد ثبت في صحيح مسلم في آخر كتاب الرؤيا متصلاً بكتاب المناقب: عن سمرة بن جندب قال: كان النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا صلى الصبح أقبل علينا بوجهه الكريم، فقال: “هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا” هكذا هو في جميع النسخ: البارحة، فيحمل قول ثعلب على أن ذاك حقيقة وهذا مجاز، وإلا فقوله مردود بهذا الحديث.

برر: قوله في خطبتي “الروضة” و“المنهاج”: الحمد لله البر. قال إمام الحرمين: البر خالق البر، وحكى الواحدي وغيره أنه الصادق فيما وعد أولياءه، وقولهم في الدعاء عند رؤية الكعبة الكريمة: اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا ومهابة، وزد من شرفه وعظمه ممن حجه واعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًا. هكذا هو يذكر المهابة أولاً وحدها، والبر وحده ثانيًا لا يجمع بينهما، وقد ذكروه في “الوسيط” و“المهذب” و“التنبيه” و“الروضة” على الصواب، ووقع في “المختصر” ذكر المهابة في الموضعين، وحذف البر فيهما، ووقع في “الوجيز” ذكر المهابة والبر جميعًا في الأول، وذكر البر وحده ثانيًا.

قال الإمام أبو القاسم الرافعي رحمه الله تعالى: أعلم أن الجمع بين المهابة والبر لم نره إلا لصاحب الوجيز ولا ذكر له في الحديث الوارد بهذا الدعاء، ولا في كتب الأصحاب والبيت لا يتصور منه بر، ولا يصح إطلاق هذا اللفظ عليه إلا أن يعني البر إليه. قال: وأما الثاني فالثابت في الخبر البر فقط، ولم تثبت الأئمة ما نقله المزني، هذا آخر كلام الرافعي.

قلت: ولإطلاق البر على البيت وجه صحيح، وهو أن يكون معناه أكثر زائريه، فبره بكثرة زيارته، كما أن من جملة بر الوالدين والأقارب والأصدقاء زيارتهم واحترامهم، ولكن المعروف ما تقدم عن الكتب الأربعة.

وقد روى أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو بن الحارث أبي شمر الغساني الأزرقي صاحب “تاريخ مكة” فيه حديثًا عن مكحول، عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -

<<  <  ج: ص:  >  >>