أنه كان إذا رأى البيت رفع يديه، وقال: “اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة وبرًا وزد من شرفه” إلى آخره، هكذا ذكره جَمَعَ أولاً بين المهابة والبر كما وقع في “الوجيز” لكن هذه الرواية مرسلة وفي إسنادها رجل مجهول، وآخر ضعيف.
قوله في آخر “الوجيز”: لا قطع على النباش في برية ضائعة. قال الرافعي: يجوز برية بالباء الموحدة، ولا يجوز تربة بالمثناة فوق.
قلت: والأول أصوب وإن كانا جائزين.
برز: في الحديث: “اتقوا الملاعن الثلاث: البَرَازَ في الموارد، والظل، وقارعة الطريق” قال الإمام أبو سليمان الخطابي: البَرَازُ هنا مفتوحة الباء وهو اسم للفضاء الواسع من الأرض كَنَّوْا به عن حاجة الإنسان كما كنوا عنها بالخلاء، يقال: تبرز الرجل إذا تَغوَّط، وهو أن يخرج إلى البراز كما قيل يخلا إذا صار إلى الخلاء. قال الخطابي: وأكثر الرواة يقولون: البراز بكسر الباء، وهو غلط، وإنما البراز: مصدر بارزت الرجل في الحرب مبارزة، وبرازا، هذا آخر كلام الخطابي.
وذكر بعض من صنف في ألفاظ “المهذب” من الفضلاء أنه البراز بكسر الباء، قال: ولا تقل بفتحها، قال: لأن البراز بالكسر كناية عن ثقل الغذاء، وهو المراد، وهذا الذي قاله هذا القائل هو الظاهر أو الصواب.
قال الجوهري وغيره من أهل اللغة: البراز بكسر الباء ثقل الغذاء وهو الغائط وأكثر الرواة عليه وهذا يعين المصير إليه لأن المعنى عليه ظاهر ولا يظهر معنى الفضاء الواسع إلا بتأويل وكلفة، فإذ لم تكن الرواية عليه لم يُصَرْ إليه والله أعلم، ويقال برز الرجل يبرز بروزًا أي خرج وظهر، وأبرزه غيره إبرازًا وَبَرَّزَهُ تبريزًا، والمبارزة في الحرب معروفة، وبَرَّزَ الرجل في العلم وغيره إذا فاق نظراءه فيه، وكذلك الفرس إذا سبق وامراة بَرْزَة بفتح الباء وإسكان الراء تَبْرُزُ وتخرج في حوائجها وليست مخدرة. والذهب الإبريز هو الخالص، تكرر ذكره في كلام الغزالي، وهو بكسر الهمزة والراء وإسكان الباء الموحدة بينهما.
برسم: الأبرسيم معروف، قال ابن السكيت، والجوهري، وغيرهما: هو بكسر الهمزة والراء وفتح السين وهو منصرف معرفة ونكرة، لأن العرب عربته وأدخلت عليه الألف واللام، وأجرتهُ مجرى ما أصْلُ بنائه لهم، وكذلك الديباج، والأجر، والزنجبيل،