عمرو بن العاصي في حديث طويل، ولفظه في مسلم:"الإسلام يهدم ما قبله"، والذي وقع في "المهذب" يجب بالجيم والباء الموحدة. وروينا في "كتاب الأنساب" للزبير بن بكار يحت بالحاء والتاء المثناة، وهو صحيح أيضًا بمعنى الأول والله تعالى أعلم.
وفي الحديث الآخر:"التوبة تجب ما قبلها" ذكره في آخر باب قطع الطريق، والجب في اللغة: القطع والمجبوب المقطوع ذكره، وهو أقسام: مقطوع كله وبعضه، وله تفاصيل وأحكام معروفة في كتب المذهب، والجبة من الثياب معروفة جمعها جباب، وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه في قصة حمزة والشرب خرج إلى الناقتين "فاجتب أسنمتهما"، وفي رواية فجب، وفي رواية العالمين فأجب، وهي غريبة، ويقال جب ذكره وأجبه.
جبر: وقد قال الشافعي رضي الله تعالى عنه في باب الرضاع إذا بلغ الموقوف جبر على الانتساب، أي قهر وأكره، وأنكر هذا عليه جماعة قالوا إنما يقال أجبر، وهذا الإنكار غلط، نقل البيهقي في كتابه رد الانتقاد على ألفاظ الشافعي عن الفراء والمبرد أنه يقال أجبرته وجبرته بمعنى أكرهته. وقال الخليل في كتابه "العين": الجبر الإكراه وذكر الزجاج في كتاب "فعلت وأفعلت" أنه يقال جبرت الرجل على الأمر وأجبرته، أي: أكرهته.
جدد: قوله في "المهذب" في أول باب التكبير في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: "أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يخرج في العيدين مع الفضل بن العباس" إلى قوله: "ويأخذ طريق الحدادين" وهذا الحديث أخرجه البيهقي في سننه بإسناد ضعيف، ورويناه في سنن البيهقي الجدادين بالجيم والحدادين بالحاء المهملة معًا، وضبطناه في "المهذب" عن شيخنا كمال الدين سلار رحمه الله تعالى بالحاء. وذكره ابن البرزي في كتابه في ألفاظ "المهذب" وغيره ممن صنف في ألفاظ "المهذب" بالجيم وبالحاء جميعًا والله تعالى أعلم.
قوله في الجنائز من "المهذب" في حديث فاطمة رضي الله تعالى عنها: "فلبست ثيابًا جددًا" هو بضم الدال لجمع جديد، كسرير وسرر وشبهه، هذه هي اللغة المشهورة. قال جماعات من أهل اللغة: لا يجوز أن يقال جدد بفتح الدال، وأنكر هذا المحققون من أهل النحو والتصريف واللغة، وقالوا: يجوز الفتح على التخفيف، وكذلك بفتح الراء من سرير، وما أشبهه مما يكون الحرف الثاني والثالث منه واحدا، وقد ذكرت ذلك