قول الله تعالى {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}(آل عمران: من الآية١٥٤) قال: الجاهلية زمان الفترة قبل الإسلام. قال الجوهري: الجهل خلاف العلم، وقد جهل فلان جهلاً وجهالة، وتجاهل أرى من نفسه ذلك وليس به، واستجهله عده جاهلاً واستخفه أيضًا، والتجهيل أن تنسبه إلى الجهل، والمجهلة الأمر الذي يحملك على الجهل، ومنه قولهم الولد مجهلة، وقولهم كان ذلك في الجاهلية الجهلاء توكيد للأول، يشتق له من اسمه ما يؤكد به، كما يقال وتد واتد، وليلة ليلاء، ويوم أيوم، هذا كلام الجوهري.
قلت: والجهل عند أهل الأصول اعتقاد الشيء جزما على خلاف ما هو به، وقوله في الوسيط في باب الربا في مسألة: مد عجوة، والتقويم تخمين وجهل لا يفيد معرفة في الربا، قال الإمام الرافعي: أراد بالجهل هنا عدم العلم، وإلا فحقيقة المشهور هو الجزم بكون الشيء على خلاف ما هو، وهو ضد التخمين، والظن فلا يكون الشيء تخمينا وجهلا بذلك المعنى.
جوح: قال الأزهري: قال الشافعي رضي الله عنه: جماع الجوائح كل ما أذهب الثمرة أو بعضها من أمر سماوي بغير جناية آدمي. قال الأزهري: والجائحة تكون بالبرد يقع من السماء، وتكون بالبرد المحرق أو الحر المفرط حتى يبطل الثمر، وقال الأزهري أيضًا في كتاب شرح ألفاظ المختصر: الجوائح جمع الجائحة، وهي الآفة تصيب ثمر النخل من حر مفرط أو برد يعظم حجمه فينفض الثمر ويلقيه.
قال الإمام أبو سليمان الخطابي: الجوائح هي الآفات التي تصيب الثمار فتهلكها، يقال: جاحهم الدهر يجوحهم، واجتاحهم الزمان إذا أصابهم بمكروه عظيم، وفي الحديث أمر بوضع الجوائح معناه أن يسقط من الثمن ما يقابل الثمرة التي تلفت بالجائحة.
جود: الجواد من أسماء الله تعالى، قال أبو جعفر النحاس في أسماء الله تعالى وصفاته: الجواد في كلام العرب، الذي يتفضل على شيء لا يستحق، والذي يعطي من لا يسأل، ويعطي الكثير، ولا يخاف الفقر، من قولهم: مطر جواد إذا كان كثيرا، وفرس جواد إذا كان يعدو كثيرا.
جون: ذكر في باب العدد من الوسيط: أن الجون مشترك بين الضوء والظلمة، وهو بفتح الجيم وإسكان الواو. قال أهل اللغة: الجون يطلق على الأسود والأبيض، قالوا: والسدفة تطلق على الظلمة والضوء، فهذا الذي قاله الغزالي مخالف للغة.