الحيض هو المحتدم القاني المحتدم بالحاء والدال المهملتين والدال مكسورة.
قال أصحابنا: هو اللذاع للبشرة بحدته، قالوا: وهو مأخوذ من احتدام النهار وهو اشتداد حره، وقال أهل اللغة: هو الذي اشتدت حمرته حتى أسود والفعل منه احتدم.
حذف: قوله في باب صدقة التطوع من المهذب: أن رجلا جاء بمثل البيضة من الذهب، فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هاتها مغضبا" فحذفه بها حذفة لو أصابه لأوجعه أوعقره. قوله: حذفه هو بالحاء المهملة والذال المعجمة، هكذا ضبطناه في كتب الحديث كسنن أبي داود وغيره وفي المهذب، وكذا هو في النسخ، وكذا قيده كل من تكلم على ألفاظ المهذب ومعناه رماه بها، قالوا: وهو مجاز، فإن الحذف يكون بالعصا ونحوها، والقذف يكون بالحصاة ونحوها، فالحاذف هو النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كذا جاء في الحديث بيانه.
حذم: قوله في باب الأذان من المهذب لما روي عن ابن الزبير مؤذن بيت المقدس قال: قال لي عمر رضي الله تعالى عنه: "إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحذم" هذا الحديث، رويناه في كتاب السنن الكبير للبيهقي رحمه الله تعالى قوله: فأحذم هو بالحاء المهملة، وكسر الذال المعجمة، والهمزة في أوله همزة وصل يقال حذم يحذم حذما.
قال الأصمعي وغيره: الحذم والحذر قطع التطويل. قال ابن فارس: كل شيء أشرعت فيه فقد حذمته، هذا الذي ذكرناه هو الصواب المشهور. ونقل بعض الأئمة: أنه رأى هذا بخط المصنف. ورأيت في كتاب الشيخ أبي القاسم بن البرزي أنه قال: روي فاجذم بالجيم، قال: وروي بالخاء المعجمة، قال: والذي ذكره شيخنا بالخاء المعجمة وهو من الخذم وهو السرعة.
قلت: وقد ذكره غيره بالأوجه الثلاثة الجيم والحاء والخاء والذال المعجمة فيها كلها مكسورة، وفسروا رواية الجيم بالقطع أي: قطع التطويل، وهذان الوجهان صحيحان في اللغة، ولكن المعروف ما قدمته، وقد ذكره أبو القاسم الزمخشري في الخاء المعجمة، وقال هو اختيار أبي عبيد.
حرص: قال صاحب المحكم: الحرص شدة الأرادة، والشره إلى المطلوب، وقد حرص عليه يحرص، ويحرص حرصا وحرصا، ورجل حريص من قوم حرصاء وحراص، وامرأة حريصة في نسوة حراص وحرائص، وحرص الثوب يحرصه حرصا خرقه.