للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو على المثل، وخلع امرأته خلعا وخلاعا فاختلعت أزالها عن نفسه وطلقها، أنشد ابن الأعرابي:

مال أردن منك انخلاعا

مولعات بهات هات وأن شفر

شفر مال قل، وخلعه عن النسب أزاله، وخلع الرجل خلاعة فهو خليع تباعد، والخليع الشاطر منه، والأنثى خليعة بالهاء، وتخلع في مشيته هز منكبيه وأشار بيديه، والخلع والخلع زوال المفصل من اليد أو الرجل من غير بينونة، وخلع أوصالها أزالها، وثوب خليع خليق، هذا آخر كلام صاحب المحكم.

خلف: وفي الحديث: “أربعون خلفة في بطونها أولادها” هذا مما يسألون عنه، فيقال: الخلفة التي ولدها، فما حكمة قوله في بطونها أولادها؟ وجوابه من خمسة أوجه: أحدها: أنه توكيد وأيضاح. والثاني: أنه تفسير لها لا قيد. والثالث: أنه نفي لوهم متوهم يتوهم أنه يكفي في الخلفة أن تكون حملت في وقت ما، ولا يشترط حملها حالة دفعها في الدية. والرابع: أنه إيضاح لحكمها، وأن يشترط في نفس الأمر أن تكون حاملاً، ولا يكفي قول أهل الخبرة: أنها خلفة إذا تبينا أنه لم يكن ولد. والخامس: ذكره الرافعي أنه قبل أن الخلفة تطلق أيضا على التي ولدت وولدها يتبعها.

خلق: قولهم في السجود: فتبارك الله أحسن الخلقين، معناه: أحسن المصورين والمقدرين.

خلل: تكرر في الأحاديث في المهذب ذكر الخليل في حديث “هذا وضوئي ووضوء خليلي إبراهيم” وقوله: “أوصاني خليلي بثلاث”. قال الإمام أبو الحسن الواحدي في قول الله عز وجل: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} (النساء: من الآية١٢٥) قال أبو بكر ابن الأنبارى: الخليل معناه المحب الكامل المحبة، والمحبوب الموفى بحقيقة المحبة اللذان ليس في حبهما نقص، ولا خلل، قال: فتأويل قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} اتخذا الله إبراهيم محبا له خالص الحب، ومحبوبا له، وشرفه بلزوم هذا الاسم له، الذي لا يستحق مثله إلا أنبياؤه ومن شرفه الله تعالى ورفع قدره.

قال ابن الأنبارى: وقال بعض أهل العلم: معناه واتخذ الله إبراهيم فقيرا إليه، لا يجعل فقره وفاقته إلى غيره، ولا ينزل حوائجه بسواه، فالخليل

<<  <  ج: ص:  >  >>