أبي جحيفة رضي الله عنه هذا أخرجه أبو داود هكذا في سننه، واختلف ضبط الرواة فيه في يستدير ويستدبر، ورواه الترمذي، وقال فيه: “رأيت بلالا يؤذن، ويدور ويتبع فاه ههنا وههنا”.
وقال الترمذي: هو حديث حسن صحيح، وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من غير لفظ يستدير، لفظ رواية البخاري: “رأيت بلالا يؤذن فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا بالأذان”، ومسلم يقول: يمينا وشمالا، ويقول: حي على الصلاة حي على الفلاح.
دون: قال الجوهري: دون نقيض فوق، وهو تقصير عن الغاية، ويكون ظرفًا، والدون الحقير الخسيس، ولا يشتق منه فعل، وبعضهم يقول: دان منه يدون دونا، وأدين إدانة، ويقال: هذا دون ذاك أي: أقرب منه، ويقال في الإغراء بالشيء دونكه، وأما الديوان فبكسر الدال على المشهور، وفي لغة بفتحها، وهو فارسي معرب.
قال الجوهري: أصله دوان، فعوض من إحدى الواوين ياء؛ لأنه يجمع على دواوين، ولو كانت الياء أصلية لقالوا: دياوين، ويقال: دونت الديوان. قال أقضى القضاة الماوردي في الأحكام السلطانية: الديوان موضوع لحفظ الحقوق من الأموال والأعمال، ومن يقوم بها من الجيوش والعمال، قال: وفي سبب تسميته ديوانا وجهان، أحدهما: أن كسرى يتحقق يومًا على كتاب ديوانه فرآهم يحسبون مع أنفسهم، فقال: دوانة أي: مجانين، ثم حذفت الهاء لكثرة الاستعمال تخفيفًا. والثاني: أن الديوان بالفارسية اسم للشياطين، فسمي الكتاب باسمهم لحذقهم بالأمور، ووقوفهم على الجلي والخفي، وجمعهم لما شذ وتفرق، وسمى مكانهم باسمهم، وأول من وضع الديوان في الإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي سببه أقوال. وذكر الماوردي في أحكام الديوان وشروطه وأحكامه وما يتعلق به أكثر من كراسة مشتملة على نفائس، نقلت منها إلى الروضة جملاً في باب قسم الفيء. والله تعالى أعلم.
ديت: قوله في المذهب في فصل الغناء من كتاب الشهادات: إن اتخذ جارية ليجمع الناس لغنائها ردت شهادته؛ لأنه دياثة، هي بكسر الدال، وتخفيف الياء، وهي فعل الديوث، وهو الذي يقر السوء على أهله كذا قاله جماعات. وقال الزبيدي: هو الذي يدخل الرجل عل امرأته. وقال الجوهري: هو الذي لا غيرة له، وكل هذا متقارب.
دير: قول الشافعي رضي الله عنه في الجزية وأصحاب الديارات قد أنكره